الكومبس – أخبار السويد: أثارت تصريحات القاضي يوران نيلسون في محاكمة مقتل الفتى محمد سليمان جدلاً واسعًا، بعدما اعتبر أن حضور والدي الضحية محمد جلسات المحاكمة ليس ضروريًا، بسبب التكاليف المرتفعة لتوفير الترجمة الفورية والمحامي.
وكانت بدأت أمس إحدى أكبر المحاكمات الجنائية المتعلقة بجريمة قتل محمد وليث، البالغين من العمر 14 عامًا، واللذين تعرضا للتعذيب والقتل بوحشية في صيف 2023، حيث استُخدمت صور وفيديوهات الجريمة لابتزاز مراهقين آخرين وإجبارهم على تنفيذ جرائم.
وشارك والدا محمد في المحاكمة عبر شاشة من محكمة إكخو، بمرافقة مترجمين فوريين ومحاميهم أنور عثمان.
لكن خلال الجلسة، صرّح القاضي نيلسون أمام الجميع أن استمرار حضورهما غير ضروري بسبب ارتفاع تكاليف الترجمة ، متسائلًا بسخرية عن سبب إقامة المحامي في فندق في إكخو بدلًا من العودة إلى منزله في ستوكهولم، كما نقلت صحيفة إكسبريسن.

انتقادات حادة للقاضي
وأثار هذا الموقف ردود فعل غاضبة، حيث وصف المحامي أنور عثمان تصريحات القاضي بأنها “غير مقبولة وتجاوزت كل الحدود”، متهمًا إياه بالتمييز ضد موكليه بسبب عدم إتقانهم اللغة السويدية.
وقال عثمان في رسالة إلى المحكمة “القاضي شكك في حق والدي الضحية بحضور محاكمة قاتل ابنهما، وأظهر انحيازًا واضحًا من أجل خفض التكاليف على الدولة. هذا التصرف يقوض الثقة في نزاهته.”
كما طالب عثمان بتنحية يوران نيلسون من القضية، مشيرًا إلى أنه “افتقر إلى الحياد والتصرف بمهنية في قضية حساسة بهذا الحجم”.

توقيف المحاكمة مؤقتًا
وأدى الجدل إلى تعليق جلسات المحاكمة حتى يتم حسم مسألة تضارب المصالح، فيما رفضت المحكمة الابتدائية الطلب باستبعاد القاضي، وهو قرار يعتزم المحامي عثمان استئنافه.
من جانبه، رفض القاضي نيلسون التراجع عن تصريحاته، قائلًا “أنا متمسك بما قلته ولا أرى حاجة لإضافة أي شيء آخر.”
ومن المنتظر أن تنظر محكمة الاستئناف في القضية قبل استئناف المحاكمة، التي كان من المقرر أن تستمر حتى مايو المقبل.

معروف بسعيه لخفض التكاليف
ووفق صحيفة إكسبريسن فإن القاضي نيلسون يُعرف في الأوساط القانونية بأسلوبه الصارم في تقليص النفقات، حيث أُطلق عليه لقب “تيربو-يوران” بسبب سرعته في إدارة القضايا.
وخلال محاكمة فاربي قبل سنوات، قاد جهودًا لتخفيض فواتير المحامين بمقدار مليوني كرون، وقال حينها “نادرًا ما نقوم بتخفيض التكاليف، لكن الآن سنضرب بقوة.”