الكومبس – خاص: أعاد الهجوم الدموي على مدرسة Campus Risbergska في أوربرو أمس الجدل داخل السويد حول متى يعتبر الأمر هجوماً إرهابياً خصوصاً حين يرتكب شاب أبيض مجزرة في العالم الغربي. وفي حين قال ناشطون سويديون إن استبعاد فرضية التطرف اليميني في هجوم أوربرو “سيكون تقصيراً مهنياً من الشرطة”، قالت الشرطة رداً على أسئلة الكومبس “ما نقوله في هذه المرحلة هو أنه لا يوجد ما يشير إلى وجود دافع أيديولوجي”.

وكان الهجوم الذي نفذه رجل في الثلاثينات من العمر من خلفية سويدية أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أحد عشر شخصاً في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في تاريخ السويد.

وقال الكاتب ناثان هاملبيري للكومبس “من المهين أن يكون لدينا رئيس وزراء يصرّح بحزم بأن عنف العصابات هو إرهاب، في حين أنه لا يتم استخلاص أي استنتاجات سياسية مما حدث في أوربرو”.

وحتى الآن تقول الشرطة إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن هذا الهجوم ذو دوافع سياسية. غير أن الشرطة في أوربرو قالت سابقاً إنه حتى لو لم يكن هناك شيء يشير حالياً إلى دوافع سياسية، فقد تتغير هذه الصورة أثناء سير التحقيق.

الكومبس وجّهت مجموعة من الأسئلة أجاب عنها المتحدث باسم الشرطة دانييل غازيت:

كيف يمكنكم استبعاد الدوافع الأيديولوجية؟

ما نقوله في هذه المرحلة هو أنه ليس هناك ما يشير إلى وجود دافع أيديولوجي.

ما تعريفكم للأعمال الإرهابية؟ لماذا لا يعتبر هذا عملاً إرهابياً؟

نحيل هذا السؤال إلى جهاز الأمن (سابو).

يجري الحديث الآن عن فرضية “الذئب المنفرد”، وكان هذا هو الحال في هجوم ترولهيتان ومالمو، ألا ينبغي التعامل مع ذلك كمشكلة مجتمعية أكبر؟

فيما يتعلق الأمر بالشرطة، لدينا استعداد للتعامل مع إطلاق النار في المدارس وقد تدربنا على أحداث مشابهة لما حدث أمس. لكن هذه الظاهرة هي قضية مجتمعية أكبر تتعلق بجهات أخرى غير الشرطة فقط.

وأرسلت الكومبس سؤالاً للشرطة حول ما إن كان المصاب بمرض نفسي يمكنه الحصول على ترخيص لحمل أسلحة. وما زالت الكومبس بانتظار الرد.

“حين لا يكون الجاني مسلماً يكون مريضاً نفسياً”

ويثير عدم تصنيف الجريمة عنصرية أو إرهابية انتقادات ليس فقط من قرّاء الكومبس، بل يرى غيرهم أنه يتم اللجوء إلى وصف الإرهاب بسرعة عندما يكون المشتبه به مسلماً، لكن عندما يكون الجاني رجلًا أبيض، يُوصف دائماً بأنه “ذئب منفرد” أو يعاني من مرض نفسي.

الكاتبة كوثر شبلي انتقدت موقف رئيس الوزراء Foto: Instagram

المدونة كوثر شبلي، التي تكتب تحت اسم hijabisinsideout، قالت في منشور على إنستغرام “قال رئيس وزرائنا إنه يجب علينا الآن ألا ننتحدث في السياسة. وأنا أحاول بجد. لكن لا أعرف كيف يمكن مناقشة هذا الأمر بدون السياسة”. وبررت شبلي موقفها بعدد من النقاط:

  • اختيار استهداف مدرسة لتعليم اللغة السويدية للمهاجرين هو أمر سياسي.
  • عدم وصفه كعمل إرهابي هو أمر سياسي.
  • التأكيد المباشر على أنه لا يتعلق بالإرهاب أو عنف العصابات هو أمر سياسي.
  • عدم معرفتنا اسم الجاني رسمياً هو أمر سياسي.
  • جميع الشهود الذين رأيناهم على التلفزيون كانوا يتحدثون بلكنة أجنبية وهو أيضاً أمر سياسي.
  • إن محاولة أن تكون غير سياسي في هذا الموقف هو في حد ذاته أمر سياسي.
توبياس هوبينيت، مؤلف وباحث في مؤسسة مركز تعدد الثقافات Foto: Staffan Löwstedt / SvD / TT

كما أشار الباحث توبياس هوبينيت على فيسبوك إلى أن هناك معلومات كافية حول الجاني لوضع الحادث في سياقه. وذكر سببين لذلك بقوله:

1. ملفه (الجاني المشتبه به) الديموغرافي يتناسب مع الناخب النموذجي لحزب ديمقراطيي السويد (SD). بين الرجال السويديين البيض في الثلاثينات من العمر، سيصوت حوالي 35-40 بالمئة منهم لحزب SD لو جرت الانتخابات اليوم. إضافة إلى ذلك، كان عاطلاً عن العمل، أعزب، ومعزولاً اجتماعياً، وللأسف، كانت لديه خبرة في التعامل مع الأسلحة.

2. المدرسة التي قَتل طلابها وربما حاول إشعال النار فيها، غالبيتها طلاب من خلفيات أجنبية، خصوصاً من خارج أوروبا.

“يمكن أن وحيداً وفي الوقت نفسه عنصرياً”

الكاتب ناثان هاملبيري

وكذلك انتقد الكاتب في الشؤون الثقافية ناثان هاملبيري ما أسماه “ازدواجية المعايير” لدى السياسيين. وقال للكومبس “من المهين أن يكون لدينا رئيس وزراء يصف عنف العصابات بأنه إرهاب، بينما لا يتم استخلاص أي استنتاجات سياسية مما حدث في أوربرو”، مضيفاً “قد يكون تصريح الشرطة غير دقيق، لكنه كان يمكن أن يكون أسوأ. يجب أن نتذكر أنهم لا يريدون إثارة التكهنات أو دفع الجمهور إلى استخلاص استنتاجات متسرعة. لكن مع ذلك، إذا لم يكن لدى الشرطة فرضية للتحقيق ما إن كان هذا الهجوم مدفوعاً بالتطرف اليميني أو العنصرية، فهذا خطأ مهني جسيم”.

وطالب هاملبيري السياسيين بالتحرك فوراً إزاء ما يُوصف بأنه أسوأ هجوم في تاريخ السويد.

وأضاف “يجب أن نكون متسامحين عند تقييم تصريحات المسؤولين الأفراد في البلديات أو الشرطة أثناء التحقيقات الجارية. لكن يجب أن نتحدث عما تم القيام به لمنع هذا النوع من الهجمات. ما الدروس التي استخلصناها من الجرائم التي ارتكبها تيودور إنغستروم، القاتل في فيسبي؟ أو أنتون لوندين بيترشون في ترولهاتان؟ أو حادثة مدرسة مالمو اللاتينية؟ يجب أن نفهم طبيعة هذه الجرائم ونتصرف بناءً على ذلك”.

في الوقت نفسه، لا يريد هاملبيري التفريق بين دافع العنصرية وعوامل مثل الوحدة أو المرض النفسي. ويضيف “يمكن لأي شخص أن يكون وحيداً وفي الوقت نفسه عنصرياً أو متطرفًا يمينياً. الوحدة أصبحت وباءً اجتماعياً في الغرب، ولكن لا أحد يكون وحيدًا تمامًا بعد الآن، لأن أسوأ الأفكار تجد دائمًا صدىً في خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي. حتى لو لم يكن لدى المشتبه به في أوريبرو أي أصدقاء أو علاقات اجتماعية في العالم الحقيقي، فقد يكون لديه بيئة اجتماعية واسعة عبر الإنترنت”.

إدغار مانهايمر