متحور مزدوج.. ما خطورة “النسخة الهندية” من كورونا؟

: 4/28/21, 7:48 AM
Updated: 4/28/21, 10:32 AM
أعداد كبيرة من الناس في مدينة مومباي الهندية ينتظرون دورهم في التلقيح ضد كورونا
أعداد كبيرة من الناس في مدينة مومباي الهندية ينتظرون دورهم في التلقيح ضد كورونا

الكومبس – دولية: تتميز النسخة الهندية من فيروس كورونا بأنها تجمع بين طفرتين مختلفتين، ما يجعلها تفلت بسهولة من قبضة الجهاز المناعي. كما أن الحاصلين على اللقاح وأيضاً الذين تعافوا من كورونا، يمكنهم الإصابة سريعاً بالنسخة الهندية. وفق تقرير نشرته DW.

وتعد السلالة الهندية B.1.617 التي تم اكتشافها مؤخرا متحور مزدوج، لأنها تضم طفرتين على مستوى البروتين السطحي. وهما E484Q و L452R.

الطفرتان كل واحدة على حدة، معروفتان سابقاً، فـ E484Q شبيهة بنسخة E484K التي ظهرت في بريطانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل. كما أن طفرة L452R موجودة أيضا في نسخة كاليفورنيا CAL.20C. لكن المقلق الآن أن النسخة الهندية تضم الطفرتين معاً وهو أمر لم يسجل من قبل، لذلك يجري الحديث عن “متحور مزدوج”.

وكانت السويد سجلت أربع إصابات بـ“النسخة الهندية” من فيروس كورونا في محافظة ستوكهولم. وفق ما نقل SVT أمس.

كارثة الهند

وجود طفرتين معاً في نسخة واحدة من فيروس كورونا لا يعني بالضرورة أن تكون هذه النسخة معدية أكثر أو أشد خطورة من غيرها. فتأكيد هذا الأمر يحتاج لمزيد من البحث، وذلك لعدم توفر معلومات كافية تمكن من التقييم الحقيقي لهذه النسخة الجديدة.

ويعتبر “المتحور المزدوج” واحداً فقط من أسباب الوضع المأسوي الذي تعيشه الهند حالياً. فقد سجلت البلاد أكثر من 17 مليون حالة مؤكدة من الإصابات بفيروس كورونا، وهو ثاني أعلى رقم في العالم بعد الولايات المتحدة، علما أن الأرقام في الواقع قد تكون أعلى بكثير من ذلك. أما عدد الوفيات بفيروس كورونا في الهند فقد بلغ حوالي 200 ألف وفاة.

وما يزيد الوضع سوءاً ارتفاع عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، إذ تم تسجيل 232 ألف حالة إصابة في يوم واحد، ما يضع النظام الصحي الهندي المتهالك أصلاً أمام تحدٍ كبير. إضافة إلى عدم تعامل السلطات المركزية والمحلية بصرامة كافية مع جائحة كورونا. فقد تم تخفيف القيود بشكل سريع والسماح بإقامة فعاليات كبرى.

الإفلات من جهاز المناعة

عندما تجد نسخة جديدة من فيروس كورونا طريقاً للإفلات من جهازنا المناعي يطلق العلماء على ذلك “طفرة الهروب”. وحسب معهد روبرت كوخ الألماني فإن هذه الطفرات تؤدي إلى تقليل قدرة الجهاز المناعي على تحييدها بواسطة الأجسام المضادة أو الخلايا التائية. لكن العامل الحاسم هو مقدار التأثير الفعلي التي تتركه هذه العملية على الجسم.

“طفرات الهروب” قد تكون أيضا خطيرة على الحاصلين على اللقاح أو الذين تعافوا بعد إصابتهم بالفيروس. لأنهم قد يكونون أيضا غير محميين بشكل كافٍ من النسخة الهندية. ولم يتضح بعد ما إذا كان الأشخاص الذين تم تطعيمهم يمكنهم بدورهم نقل العدوى إلى غيرهم. مع ذلك يشير خبير الصحة وعالم الأوبئة كارل لوترباخ في تغريدة له على توتير إلى دراسة جديدة من الهند تؤكد فعالية اللقاح ضد نسخة B.1.617.

ووفق دراسة بريطانية جديدة فإن التطعيم يقلل خطر الإصابة بالعدوى إلى الثلثين. وحتى الذين يصابون بالفيروس رغم حصلوهم على اللقاح، فإن احتمال إصابتهم بأعراض خطيرة جراء الإصابة بالفيروس تنخفض أيضاً إلى الثلثين. وهو ما يؤكد على الأقل أن هذه الفئة من المرضى غير معدية كثيراً لغيرها .

منظمة الصحة العالمية

رغم الوضع المأسوي الذي تشهده الهند بسبب كورونا، فإن منظمة الصحة العالمية صنفت النسخة الهندية من الفيروس (B.1.617) على أنها “نسخة مثيرة للاهتمام”. بالمقابل تصنف النسخة البريطانية (B.1.1.7) والنسخة الجنوب أفريقية (B.1.351) والنسخة البرازيلة (P.1) على أنها “متحورة مقلقة”.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن هذه النسخ “مثيرة للقلق” لأنها سريعة الانتشار وأعراض المرض فيها أخطر وأطول، وأيضا لأنها تتمكن من الإفلات من الجهاز المناعي بالإضافة إلى أن اللقاحات الموجودة حالياً لا تظهر فعالية كبيرة تجاهها.

لكن حتى الآن لا توجد معلومات كافية وموثوقة بخصوص “المتحور المزدوج” الذي ظهر في الهند. لذلك فمن الممكن أن تغير منظمة الصحة العالمية من تقييمها بعد حصولها على معلومات كافية.

رسائل طمأنة

يقول ريشارد نيهير، رئيس مجموعة الأبحاث الخاصة بتطور الفيروسات والبكتريا بجامعة بازل في سويسرا “انطلاقاُ من البحوث القليلة لا يمكننا لحد الآن استنباط أحكام موثوقة، لكن علينا مراقبة الوضع عن كثب” ويضيف أن نسخة B.1.617 تستحق الاهتمام أكثر من غيرها.

أيضا رئيس قسم الفيروسات في مستشفى برلين شارتيه، كريستيان دورستن لا يرى أي سبب للقلق من النسخة الهندية من فيروس كورونا. ويؤكد على أنه بقليل من الجهد يمكن إحداث تعديلات طفيفة للجيل القادم من اللقاحات حتى تصبح قادرة على مواجهة النسخ المتحورة من الفيروس أيضاً.

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.