الكومبس – خاص: تنظم مؤسسة الكومبس منتدى للبحث في سبل تشجيع رواد الأعمال من أصول مهاجرة، وتقليل العقبات أمام استمرار وتطوير أعمال أصحاب الشركات من القادمين الجدد والمولودين خارج السويد بشكل عام.

الحدث
يعقد تحت عنوان “منتدى رواد أعمال السويديين الجدد”
Forum för Nysvenska Entreprenörer في 2 من
مايو/أيار هذا العام 2019 .

الراعي الرئيسي لهذا المنتدى، هو شركة Transfer Galaxy لتحويل الأموال،
وبرعاية جهات أخرى منها شركة التوظيف Wise Professionals.

أكثر من 100 شخصية وافقت على الحضور، يمثل
أغلبهم أصحاب أعمال جدد وقدامى، ومنهم أسماء حققت نجاحات باهرة في عالم الأعمال
والاقتصاد، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات سويدية وسياسيين وأعضاء من البرلمان
السويدي، كما وافق على الدعوة عدد من السفراء العرب خاصة ممن لديهم جاليات كبيرة
في السويد.

ضمن برنامج المنتدى سيكون هناك حلقتين للنقاش
يشترك بهما رجال أعمال من أصول مهاجرة وممثلين عن مؤسسات سويدية، وذلك لمناقشة
العقبات التي تواجه تطوير أعمال الشركات الناشئة المدارة من قبل السويديين الجدد،
وأهمية التعددية الثقافية في الاقتصاد السويدي.

المنتدى من الفكرة إلى التنفيذ:

الخصوصية والصعوبات التي تواجه رواد الأعمال من
أصول مهاجرة

حسب إحصاءات وأرقام عديدة، فإن كل رابع شركة في
السويد اليوم، تدار من قبل شخص له أصول مهاجرة، كما أن هناك زيادة في عدد
المهاجرين وخاصة الشباب الذين يميلون إلى الاستثمار في تأسيس شركاتهم الخاصة.

قد يبدو من السهل البدء في تأسيس شركة خاصة في
السويد، نظرا لسهولة إجراءات التسجيل وعدم الاعتماد على رؤوس أموال كبيرة للبدء
بأعمال بسيطة، لذلك أن تكون رائدا للأعمال في السويد اليوم يمكن أن يكون أمرأ
مثيراً ومحفزاً، ولكن وفي نفس الوقت هناك العديد ممن لا يستطيع الاستمرار أو تطوير
أعماله، فإما أن يقف مكانه أو يضطر إلى إغلاق الشركة التي أسسها.

قد لا يكون لرواد الأعمال من أصول مهاجرة نفس
الشروط والظروف التي يتمتع بها رواد الأعمال من السويديين المولودين في السويد.
يرجع ذلك إلى العديد من العوامل، ولكن في الدرجة الأولى يتعلق ذلك في البداية
بالقدرة على تقديم مفهوم الأعمال وخطة العمل بطريقة مقنعة.

ولكن من أهم أسباب عدم الاستمرار وتطوير
الأعمال هو الافتقار إلى شبكة علاقات قوية، لتأمين أسواق والانفتاح على زبائن جدد،
أو من أجل تأمين تمويل أو شركاء محتملين، ضعف المعرفة باللغة السويدية قد يؤدي
أيضا إلى عدم الاطلاع الكاف على القوانين والتعليمات والقيم التي تحدد عمل الشركات
في السويد، إضافة إلى الابتعاد عما يمكن وصفه بثقافة عمل وممارسة الشركات السويدية.

كل ذلك يمثل تحدياً قوياً في نجاح أو فشل إدارة
أي شركة في السويد، والعمل على تطويرها، على هذا الأساس توجهت الكومبس لتنظيم منتدى
لرواد الأعمال من السويديين الجدد (FNSE) من
خلال جمع رواد أعمال هادفين في السويد في شبكة مشتركة ، يمكنهم مشاركة الخبرات
والمعارف القيمة مع بعضهم البعض.

نحن
نعتقد أن منتدى رواد الأعمال الخاص بالسويديين الجدد، سيكون قادراً بالتالي على
الاستفادة من خبرات رواد الأعمال القدامى والذين استطاعوا ترسيخ أعمالهم في السويد،
والجدد في السويد في تطوير مجتمع الأعمال السويدي ككل وتأمين نسب عالية من النمو
والنجاح.

على الرغم من هذه الصعوبات، يوجد حالياً حوالي
100 ألف شركة مملوكة لأشخاص من أصول مهاجرة في السويد. ويعمل اليوم حوالي 300 ألف
شخص. يتم تمثيلهم في جميع أنحاء الاقتصاد السويدي، مع العديد من الملامح والمفاهيم
الناجحة.

من الأسباب التي شجعت الكومبس على تنظيم هذا
المنتدى أيضا، إهمال الصحافة والإعلام لمساهمات اللاجئين والمهاجرين في إغناء
الاقتصاد السويدي وأهمية التعددية الثقافية التي تنتج وتطور الأعمال وتزيد من نسب
النمو.

خلال
التعامل اليومي والمتابعة الإعلامية الدائمة لقضايا المجتمع والسياسة السويدية،
والتي تخص بالدرجة الأولى المجموعات الناطقة باللغة العربية ولغات أخرى مثل
التيغريني والداري والصومالي، رصدت شبكة الكومبس، عدة حقائق منها: أن هناك ما يشبه
التقصير الإعلامي في الصحافة السويدية، ضمن إبراز وإظهار المساهمات التي يقوم بها
أشخاص أو مجموعات من أصول مهاجرة، بينما وللأسف تحتل الأخبار السلبية الصدارة في
واجهات الصحافة والإعلام، ومنها ما يتم استغلالها من قبل اليمين المتطرف واليمين
الشعبوي في حال كان أحد أبطال هذه الأخبار السلبية من أصول مهاجرة.

من الطبيعي أن يهتم الإعلام بالخبر الآني
والمثير على حساب الأخبار العادية والروتينية والتي منها ما يمكن أن يجابه الدعاية
اليمينية المتطرفة، التي تحاول تصوير كل منهم من أصول مهاجرة بصورة سلبية.

من هنا تأتي أهمية هذا المنتدى الذي نطمح بأن
تكون نشاطاته المستقبلية ضمن الأخبار الإيجابية في السويد.

الحاجة إلى التفكير بطرق مجدية
للاستفادة من الكفاءات الجديدة

المنتدى يطمح أيضا إلى لفت النظر لوجود كفاءات
متعددة بين المهاجرين خاصة القادمين الجدد منهم، هناك حاجة إلى التفكير في كيفية
الاستفادة من الكفاءات الجديدة في تطوير عدة قطاعات في السويد، منها القطاع
الزراعي من أجل إدخال صناعات غذائية جديدة، والاستفادة من علاقات المهاجرين مع
بلدانهم الأم في مد جسور تواصل معرفي وتجاري واستثماري من وإلى السويد.

يعيش أكثر من مليوني شخص لهم أصول مهاجرة في
السويد يتمتع العديد من المهاجرين هنا بمعرفة قيمة في التجارة، والزراعة، والحرف
اليدوية، وتربية الحيوانات، وتجهيز المنتجات، والطبخ، إضافة إلى حملة الشهادات
الجامعية والعليا

هناك أيضاً العديد من المهاجرين الذين يمكنهم التفكير بالانتقال من المدينة المكتظة بالسكان والاستقرار في الريف، أو الاستثمار في المزارع والتجارة وتطوير الأعمال بعد دمجها ببيئة العمل السويدية، وهذا أيضا من أهداف المنتدى على المدى البعيد.