الكومبس – ستوكهولم: بدأ رئيس البرلمان أندرياس نورلين اليوم مشاورات مع رؤساء الأحزاب البرلمانية بهدف ترشيح رئيس وزراء يستطيع تشكيل حكومة تحظى بموافقة الأغلبية في البرلمان.
وتلعب الحسابات الدور المحوري في إمكانية تشكيل الحكومة من عدمه، وسط وضع معقد فرضه توزيع المقاعد الحالي بين الأحزاب، حيث يجب ألا يكون هناك 175 صوتاً (النصف زائد واحد) ضد المرشح لرئاسة الحكومة.
وفيما يلي بعض الخيارات الممكنة:
حكومة الاشتراكيين والبيئة
يمكن أن تعود حكومة الحمر والخضر في حال لم يصوت ضدها كل من حزب الوسط وحزب اليسار. والعقدة هنا أن حزب الوسط يرفض التعاون مع اليسار في الميزانية. ومن المخاطر أيضاً أن هيلينا ليندال من حزب الوسط صوتت ضد ستيفان لوفين في العام 2019. وإذا فعلت ذلك أيضاً في التصويت على رئيس وزراء جديد، فإن الأغلبية ستكون ضد لوفين، بفارق مقعد واحد.
ومع خروج حزب الليبراليين من اتفاق يناير الذي تشكلت بموجبه الحكومة الحالية، قد يكون من الصعب على حكومة الاشتراكي والبيئة الحصول على أغلبية داعمة لميزانيتها هذا الخريف. وإذا قدم نواب المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين وديمقراطيي السويد مشروع ميزانية آخر فيسحصل على عدد أكبر من الأصوات مقارنة بميزانية يدعمها الوسط والاشتراكي الديمقراطي والبيئة.
للتأكد من أن الميزانية تمر من البرلمان، يجب على لوفين تأمين الدعم من الوسط واليسار معاً، خصوصاً أنه أعلن اليوم أنه سيستقيل مجدداً إذا لم تحصل ميزانية حكومته على الدعم.
وما زال الاشتراكيون يحاولون جذب الليبراليين للتعاون في الميزانية حتى لو صوتوا ضد لوفين في تشكيل الحكومة.
حكومة المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين
يمكن تشكيل حكومة يمينية بدعم من الليبراليين وديمقراطيي السويد، ولكن إذا صوت جميع أعضاء البرلمان حسب انتمائاتهم الحزبية، فلن تحصل هذه الحكومة على الموافقة. وربما يأمل رئيس المحافظين أولف كريسترشون في أن تدعمه هيلينا ليندال من حزب الوسط. وفي هذه الحالة، ستكون الأصوات كافية لتشكيل حكومة. لكن ليندال ستكون بذلك قد عارضت خيار حزب الوسط الذي أكد أنه لن يتعاون مع ديمقراطيي السويد.
حكومة المحافظين والمسيحيين والليبراليين
خيارات هذه الحكومة تشبه خيارات الحكومة السابقة لكن مع وجود الليبراليين في الحكومة.
حكومة الوسط
يمكن لرئيسة حزب الوسط آني لوف تشكيل حكومة، إما بدعم أحزاب اتفاق يناير، أو بدعم الاشتراكيين والمحافظين معاً.
ولا يبدو أي من الخيارين مرجحاً حالياً، حيث قرر الليبراليون ترك التعاون في اتفاق يناير، ويسعون حالياً لدعم حكومة برجوازية. كما يبدو التعاون بين الحزبين الأكبر، الاشتراكيين والمحافظين، بعيداً.
حكومة التحالف القديم
يبدو تشكيل حكومة من أحزاب التحالف القديم، المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين والوسط والليبراليين، غير واقعي، لأن الأحزاب الأربعة لا تملك المقاعد الكافية في البرلمان، والوسط لا يريد الحصول على دعم ديمقراطيي السويد أو التعاون معه.
كما ستواجه حكومة التحالف صعوبة في تمرير ميزانيتها لأن الأحزاب الحمراء والخضراء لديها مقاعد أكثر.
يبدو مشهد تشكيل حكومة في السويد أشبه بتركيب لوحة “بازل” معقدة، فهل ينجح رئيس البرلمان في اختيار مرشح يمكنه تشكيل حكومة أم ينتهي الامر بالسويد إلى انتخابات إضافية؟