سجن يوثق السويد عندما كانت بلا حريات

: 2/29/24, 5:00 PM
Updated: 2/29/24, 5:00 PM

خلف أسوار هذا السجن، وسط ستوكهولم، كان وقبل فترة ليست ببعيدة كثير من سجناء الرأي، من سياسيين وكتاب وصحفيين وحتى رسامين، يتقاسمون الزنازين مع مجرمين وقتلة ولصوص. مباني السجن وأسواره لا تزال موجودة لكنها تحولت إلى فندق ومتحف، فندق لمن يريد أن يجرب لليلة أو بضع ليال أسورا الزنازين الضيقة. المتحف ليس دائما لتخليد الأمجاد، بل أيضا لتوثيق الذكريات، حتى لو كانت مخجلة.

لا يخجل السويديون من إظهار وتدوين حقب سوداء من تاريخهم. هنا ترى أسماء وصور لشخصيات قبعت في السجن لأنها كانت تحمل آراء وأفكار لا تعجب السلطات. المعارضة العلنية للملك كانت جريمة. جرائم أخرى كانت السويد تعاقب عليها مثل: كتابة مقال أو نشر رأي سياسي يطالب مثلا بحق من حقوق العمال.
من الصعب اليوم على السويدي العادي، تخيل ما كان يتعرض له المساجين من تعذيب وعزل ومحاكم قاسية وربما غير عادلة، مع أحكام تصل إلى عقوبة الإعدام.

يقع السجن الذي تحول إلى متحف وفندق للمبيت، على جزيرة Långholmen القريبة من وسط العاصمة، وهي إحدى الجزر التي تشكل أرخبيل ستوكهولم.
جولة في أروقة المتحف، ومشاهدة الصور والمدونات، يمكن أن تعطينا فكرة عن أن عدداً من السجناء كانوا مجرمين، مثل القتلة أو اللصوص أو قطاعي الطرق. بجانب بعض صور المجرمين الذين نُفذ بهم حكم الإعدام بقطع الرأس أو بالشنق يوجد صور لضحاياهم أيضا، مع نصوص تتحدث عن سير المحاكمات وقرارات الإدانة.

سجن كان بالأمس القريب، رمزاً من رموز قمع الحريات والتعذيب والإذلال، أرادت السويد أن يبقى شاهدا على حقبة سوداء مرت بها، حقبة سلب الحريات وتكريس التمييز واستغلال البشر لبعضهم. ومع ذلك هناك من يقول إن الحريات والحقوق حتى في السويد لا تزال ناقصة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.