الكومبس ـ خاص: قالت مصلحة الهجرة السويدية رداً على أسئلة الكومبس إن الفلسطينيين عديمي الجنسية القادمين من العراق والموجودين في السويد “يمكنهم أن يحصلوا على إقامة في البلاد إذا تعاونوا مع السلطات لتنفيذ قرار الترحيل، وأثبتوا هويتهم بشكل معقول، في حال وجود عوائق أمام الترحيل، وعدم إصدار السلطات العراقية تصريحاً جديداً لهم بالعودة”. غير أن المصلحة قالت إن “ذلك يتطلب منهم تقديم أدلة للسلطات السويدية تُثبت محاولاتهم الحصول على إذن بالعودة”.

وكان عدد من من الفلسطينيين القادمين من العراق حصلوا على قرارات ترحيل من مصلحة الهجرة، مع عدم قدرة السلطات على تنفيذ قرارات الترحيل بحقهم لأن القانون العراقي ينص على أن الفلسطينيين لا يمكنهم العودة إلى العراق إذا كانوا خارج البلاد لأكثر من ثلاثة أشهر.

الكومبس سألت مصلحة الهجرة عن وضع الفلسطينيين العراقيين وما إن كانت هناك تقييمات جديدة تخصهم فرّد مسؤول التواصل الإعلامي ديدزيس ميلبيكسيس برد مكتوب قال فيه “إن القوانين المتعلقة بحق الفلسطينيين عديمي الجنسية في العودة إلى العراق ليست واضحة تماماً، وغالباً ما تختلف آليات تنفيذها. قد يحدث أحياناً أن يحاول الشخص المعني التعاون مع السلطات لتنفيذ قرار الترحيل لكنه لا يحصل على تصريح للعودة إلى العراق”.

وأضاف “إذا كان الفلسطينيون عديمي الجنسية القادمون من العراق موجودين في السويد، وتعاونوا مع السلطات لتنفيذ قرار الترحيل، وأثبتوا هويتهم بشكل معقول، فيمكنهم الحصول على تصريح إقامة في السويد بسبب وجود عوائق أمام الترحيل، وذلك في حال عدم إصدار السلطات العراقية تصريحاً جديداً لهم بالعودة. ومع ذلك، يتطلب هذا منهم تقديم أدلة للسلطات السويدية تُثبت محاولاتهم للحصول على إذن بالعودة”.

أشخاص ما زالوا دون إقامة رغم عدم إمكانية ترحيلهم

وبعد تلقيها الرد، سألت الكومبس مصلحة الهجرة عن وضع الأشخاص الذين ما زالوا دون إقامة رغم أنهم استوفوا شروط الترحيل وأبدوا رغبتهم في العودة للعراق لكن كان هناك مانعاً من قبل السلطات العراقية. وما زالت الكومبس بانتظار رد الهجرة.

وكانت الكومبس قابلت عدداً من الفلسطينيين العراقيين الصادرة بحقهم قرارات الترحيل من السويد مع عدم قدرة الهجرة على تنفيذ القرار. ومن بينهم فهد (اسم مستعار) الذي صدر قرار ترحيل بحقه إلى تركيا العام 2021 بحكم أنه كان في تركيا قبل المجيء إلى السويد وكان يحمل إقامة الكيملك (بطاقة الحماية المؤقتة) حينها”.

وبعد أسبوعين من احتجاز فهد لدى الهجرة رافقه موظفان من الهجرة لمطار كوبنهاغن لتنفيذ عملية الترحيل لكن لم يتم الترحيل لأن موظفي المطار طلبوا تأشيرة دخول بعد رفض ورقة الكيملك لأنها قديمة ومنتهية. فقام موظفا الهجرة بإعادته إلى السويد ومازال في السويد حتى الآن دون إقامة.

وسألت الكومبس في وقت سابق مصلحة الهجرة عن إصدارها قرارات لا يمكن تنفيذها عملياً، ورد ميكايل هوغسكوغ من قسم التواصل الإعلامي لمصلحة الهجرة بالقول “تستند مصلحة الهجرة إلى التشريعات المعمول بها عند اتخاذ قراراتها. عدم إمكانية تنفيذ قرار اليوم لا يعني أنه لن يمكن تنفيذه في المستقبل”.

وعن عدد الفلسطينيين العراقيين الموجودين في السويد اليوم، وكم منهم تلقى أوامر الترحيل، قال هوكسكوغ إن “عدد الأفراد الذين يحملون إقامة سارية المفعول والذين لم يتم تسجيلهم أنهم قد غادروا السويد، وهم مواطنون فلسطينيون هو 1692 فرداً. وعدد الأفراد الذين لديهم قرارات رفض/ترحيل هو 47 فرداً خلال العام 2024 ولكن من غير المعروف إن كانوا قد غادروا البلاد”.

مشكلة دون حل

المحامي مجيد الناشي علق على مسألة ترحيل الفلسطينيين العراقيين من السويد في وقت سابق للكومبس بالقول “تقيم الهجرة مسألة إمكانية الترحيل إلى بلد الشخص على أساس إذا كان هذا ممكناً خلال الفترة القريبة أو البعيدة. للأسف لا يوجد قانون يحدد المدة المقبولة لانتظار الترحيل”.

وأضاف الناشي للكومبس “تصدر الهجرة للأسف قرار الترحيل للفلسطينيين إلى العراق أو ليبيا أو دول الخليج. وتعتبر السويد أن عدم إمكانية ترحيل الفلسطينيين إلى هذه البلدان أمر مؤقت ولهذا تستمر في إعطائهم الرفض على أساس إمكانية إرجاعهم رغم أنهم لم ينجحوا لسنين بهذا الأمر”.

وعن مدى وجود حلّ لهذه القضايا، قال الناشي “حالياً لا يوجد حل مباشر لهذه القضايا للأسف، ولا مجال إلا الانتظار لحين تدرك الهجرة أن هذه البلدان لن تستقبل الفلسطينيين لأي سبب كان وعندها يجب أن تعطيهم إقامة”.

ريم لحدو