الكومبس – تقارير: نشرت صحيفة أفتونبلادت أمس الأربعاء مقابلة مطوّلة، مع الرئيس الجديد لحزب الوسط محرم ديميروك، من منزله في لينشوبينغ.

المقابلة، كانت مادة تعريفية للجمهور عن السياسي الصاعد حديثاً إلى مسرح الأضواء، انطلقت من حياته الشخصية وركزت على خلفيته الدينية والثقافية، وصولاً إلى مواقف سياسية لم تحمل جديداً يذكر.

ظهر ديميروك في المقابلة، كمزارع جديد، فلّاحٍ هاوٍ، يرغب بدغدغة مشاعر قاعدة حزبه الراسخة، وإن كانت متراجعة، بين المزارعين في أرياف السويد الشاسعة.

انتشرت صورة له حاملاً معولاً، ينقّّب به تربة سبق أن حرثها الجرار الزراعي في مزرعته بلينشوبينغ، ما أثار سخرية المتابعين من ذوي الخبرة عبر مواقع التواصل.

غير أن التعليقات على مقابلة ديميروك، لم تكن هزلية ولطيفة فقط، إنما حملت وجهاً آخر من الكراهية.

رئيس حزب الوسط، يأتي من خلفية مختلطة، فوالده تركي ووالدته سويدية. يصف نفسه بـ”المسلم الثقافي” مصطلح يقصد به أنه ورث عادات ثقافية متصلة بالإسلام عن والده، إنما لا يعد نفسه متديناً أو مسلماً بالمعنى التقليدي للكلمة.

أما جنسيته التركية فتخلّى عنها إثر خوضه انتخابات رئاسة “الوسط”، بعد هجوم هائل وتشكيك بولائه للسويد، ووسط توتر متصاعد بين ستوكهولم وأنقرة.

“نقاء” جنسيته السويدية، لم ينفع ديميروك، أول رئيس مسلم لحزب سويدي، فخاض متطرفو اليمين هجوماً واسعاً عليه، بلغة العنصرية والإسلاموفوبيا، التي باتت خبزهم اليومي.

تراوحت الصفات بين “المنافق”، و”الخائن”، و”الإسلامي الكاذب”، و”المجرم التركي”، و”العميل”، و”المكروه”، و”العنصري الكاره للسويديين” وغيرها.

ونشرت له تغريدات سابقة، كان فيها غاضباً أو ساخراً أو معلقاً على أحداث ومواقف سياسية.

وعلى المقلب الآخر من الطيف السياسي، نشرت الكومبس خبراً حول المقابلة بالعربية، فلم يسلم ديميروك هذه المرة من هجوم مقابل أيضاً، ومصطلحات تضاف إلى ما أغدقه اليمين المتطرف عليه من ألقاب.

فعلى هذا المقلب، كان ديميروك “ناكراً لدينه”، “متنكراً لهويته”، “منافقاً”، “متملقاً”، عنصرياً، و”حاقداً”.

وجد رئيس الوسط نفسه إذاً في الوسط تماماً، يتلقى سهام أقصى اليمين وأقصى “اليسار”، وسط تراجع مستمر لشعبية حزبه، وأرقام منخفضة لم يسبق تسجيلها لشعبية رئيس حزب في السويد.

فهل ينجح محرم ديميروك، في إنقاذ نفسه وحزبه، أم تغرقه وحول السياسة في ستوكهولم، وتعيده مزارعاً هاوياً إلى لينشوبينغ؟