الكومبس – دولية: وقعت وسائل إعلام سويدية وعالمية أمس، في فخ نشر الأخبار غير الموثوقة من الأحداث الدائرة في غزة واسرائيل. وانتشر بشكل سريع خبر قيام مسلحين فلسطينيين بقطع رؤوس عشرات الأطفال الاسرائيليين في “كفر عزة” قرب الحدود مع قطاع غزة، خلال هجوم شنّته حماس وفصائل أخرى.

ووصل الأمر أيضاً إلى خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أشار إلى “صور مؤكدة لإرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال” خلال إدانته للهجوم الذي شنّته حماس، قبل أن يصدر البيت الأبيض توضيحاً يتراجع فيه عن كلمة “مؤكدة”، ويقول إنها اعتمدت على تقارير صحفية اسرائيلية. فأين الحقيقة وسط كم الأخبار المضللة والصور والفيديوهات المركبة؟

تبيَن أن مصدر خبر الأطفال مقطوعي الرؤوس يعود إلى بثّ لقناة I24 الإسرائيلية من كفر عزة، نقلت فيه مراسلتها “رؤية بعض الجنود الإسرائيليين لجثث أطفال مقطوعة الرأس وعائلات مصابة بالرصاص في أسرتهم”.

قناة “سكاي نيوز” البريطانية حاولت تقصّي حقيقة الخبر، وزار مراسلها المنطقة نفسها وتحدّث مع عسكريين اسرائيليين، لم يذكروا شيئاً عن أطفال مقطوعي الرؤوس.

كما نقل عن متحدث باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية نفسها أن التقارير حول الأطفال مقطوعي الرؤوس “غير مؤكدة”.

ولكن المتحدث باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أصدر بياناً قال فيه “إنه تم العثور على أطفال رضع وصغار برؤوس مقطوعة في كفر عزة”، ضمن خطابه لتأمين “مشروعية ما” لحملة الحصار المطبق والقصف المكثّف التي يشنّها على غزة.

وقال مراسل “سكاي نيوز” ستيوارت رامسي في خلاصة تقريره حول الحقيقة الضائعة: “لا شك أن هجوماً مروعاً وقع في كفر عزة، لكن من المهم فصل الحقائق عن التكهنات”.

الحقيقة التي حاول التقرير إظهارها، لم تنتشر كما انتشر الخبر المضلّل، وباتت الشائعة خبراً تتناقله وسائل إعلام ومنصات تواصل اجتماعي غاب عن عملها أهمية التدقيق بصحة المصدر والمعلومة، بينما عمدت وسائل إعلام أكثر مهنية في السويد وخارجها على التراجع خطوة إلى الوراء، والاعتراف بالخطأ الكبير.

ويبقى خبر الأطفال هذا مثالاً واحداً من مئات القصص والصور والفيديوهات والمعلومات المفبركة التي تنتشر عن الصراع وما يجري في غزة وإسرائيل الآن.

المصدر: news.sky.com