الكومبس – أخبار السويد: كشفت صحيفة أفتونبلادت في تحقيق خاص عن اختفاء 36 طفلاً من السويد خلال العامين الماضيين، رغم التحذيرات الواضحة من تعرضهم للعنف الأسري وما يعرف بـ”الاضطهاد المرتبط بالشرف”. وأشار التحقيق إلى قصور كبير في التعامل مع هذه الحالات من قبل السلطات السويدية، حيث تأخرت في إصدار قرارات حظر السفر للأطفال المهددين.
واستعرض التحقيق حالات عدة، من بينها طفلة تبلغ من العمر 14 عاماً، أبلغت عن تعرضها للعنف المنزلي. وبعد أن تم وضعها تحت حماية السلطات، غادرت والدتها البلاد مع شقيقتيها الصغيرتين.
ووفق الصحيفة، شعرت الطفلة بأنها مضطرة للعودة إلى عائلتها حتى تتمكن شقيقتاها من العودة إلى السويد، ما أدى إلى تراجعها عن أقوالها الأصلية.
وفي حالة أخرى، أخبرت فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً السلطات عن مخاوفها من القتل أو الإبعاد قسراً إلى الخارج. لكن بعد وضعها في الحماية، تمكنت عائلتها من الفرار مع أشقائها الأصغر قبل أن تتمكن الخدمات الاجتماعية من التحقيق معهم.
كما أشار التحقيق إلى طفلة تبلغ من العمر 15 عاماً، عاشت حياتها تحت قيود مشددة وتعرضت للعنف. بعد حمايتها من قبل السلطات، نُقلت شقيقتها إلى تركيا، حيث أُجبرت على العيش مع أقارب لم تقابلهم من قبل.
قصور مستمر
وتبيّن وفق التحقيق أن حظر السفر، الذي يُستخدم كوسيلة لحماية الأطفال المهددين، غالباً ما يُطبق بعد فوات الأوان. وأشار إلى أن 39 طفلاً كانوا قد اختفوا بالفعل عند تقديم طلبات حظر السفر.
كما أظهر أن الخدمات الاجتماعية، في كثير من الحالات، لم تقم بالتحقيق في وضع جميع أفراد الأسرة، وركزت فقط على الطفل الذي يبلغ عن مشكلته، مما يترك الأشقاء الآخرين عرضة للخطر.
قصور في الدعم للأطفال العائدين
وأشار التحقيق كذلك إلى ضعف الدعم الذي يحصل عليه الأطفال الذين يعودون إلى السويد بعد إخراجهم قسراً. وكمثال على ذلك، تم إعادة طفلة تبلغ من العمر 17 عاماً إلى السويد بعد أن أُجبرت على البقاء مع والدها في العراق.
عاشت العائلة في ملجأ لفترة قصيرة، لكن بعد مغادرتهم، أصبحوا بلا مأوى. لاحقاً، حاولت الطفلة الانتحار وأبلغت عن تعرضها للعنف وخطر الزواج القسري.
انتقادات من الخبراء
ووصف الباحث في جامعة ستوكهولم والمتخصص في قضايا العنف المرتبط بالشرف، ديفين ريكسفيد، وصف هذه الحوادث بأنها “خيانة للأطفال”.
وأشار إلى ضرورة التحقيق في وضع جميع أطفال الأسرة عند الإبلاغ عن حالة عنف، حيث يشاركون نفس البيئة الأسرية والظروف الاجتماعية.
كما أكد ريكسفيد أن هناك تصوراً خاطئاً بأن الأطفال الصغار بمنأى عن هذا النوع من العنف، لكن الدراسات تثبت أن الأطفال في سن ما قبل المدرسة يتعرضون أيضاً للسيطرة والقيود.
كما أشارت الباحثة في هيئة المساواة، ماتيلدا إريكسون،أشارت إلى أن الوقت الذي يتم فيه وضع أحد الأطفال تحت الحماية هو الأخطر بالنسبة للأشقاء الآخرين، ودعت إلى تحسين الإجراءات الوقائية.
حظر السفر
يذكر أنه تم إدخال حظر السفر في قانون الرعاية الخاصة بالشباب (LVU) عام 2020، بهدف حماية الأطفال من نقلهم إلى الخارج لتعرضهم لختان الأعضاء التناسلية أو الزواج القسري.
وفي يونيو 2024، تم توسيع نطاق الحظر ليشمل حالات إضافية مثل ما يُعرف بـ”رحلات التربية”، حيث يّنقل أطفال إلى مراكز في بلدانهم الأصلية للتربية على الثقافة والعادات هناك، وقد يتعرضون لمخاطر تهدد صحتهم أو تطورهم خلال إقامتهم خارج البلاد.