الكومبس – أوروبية: صفحة جديدة تُكتب في تاريخ الاتحاد الأوروبي، ففي نفس الأسبوع الذي عين فيه حلف شمال الأطلسي قائدًا جديدًا، ظهرت ثلاث شخصيات رئيسية، ستشكل السنوات الخمس المقبلة لعمل المؤسسات الأوروبية.
رئيسة المفوضية الأوروبية: أورسولا فون دير لاين
من المرجح أن تنجح أورسولا فون دير لاين في العودة كرئيسة للمفوضية الأوروبية بعد تأمينها للأصوات الضرورية بالمجلس الأوروبي. ولا يقف بينها وبين المقر الرئيسي للمفوضية في بروكسل، سوى تأييد البرلمان.
تم تعيين فون دير لاين لأول مرة في العام 2019، لتصبح أول رئيسة للمفوضية الأوروبية. ومنذ ذلك الحين، شهدت بعض أهم الأحداث التي شكلت الاتحاد الأوروبي على مدى السنوات الخمس الماضية.
كانت أزمة الطاقة والتهديد المتزايد لتغير المناخ والغزو الروسي لأوكرانيا والتحديات الجيوسياسية الأخرى بمثابة تفويض يبدو أنه عزز موقفها في بروكسل.
لم يكن أداء فون دير لاين بالجيد خلال جائحة كوفيد-19، وهو الأمر الذي أحدث شرخا في المفوضية خلال عهدتها الأولى، إذ أصبحت مبادرتها للشراء المشترك للقاحات سلاحًا ذا حدين. وتم الترحيب بها في البداية باعتبارها منقذة أوروبا، وقد طغى على سلوكها الافتقار إلى الشفافية والرسائل المتناقضة المحيطة بخطة اللقاح الأوروبية.
ومع ذلك، لا يبدو أن هذه المسألة قد أثرت على ترشيحها لولاية ثانية حيث سرعان ما أصبحت المرشحة الإجماعية بين القوى السياسية الرئيسية في الولاية الأخيرة والمتمثلة في حزب الشعب الأوروبي، الاشتراكيين والديمقراطيين وحركة تجديد أوروبا.
ولم يُعرب سوى الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي امتنعت عن التصويت، والمجري فيكتور أوربان عن استيائهم من الاتفاق من قبل بقية قادة الاتحاد الأوروبي.
بدأت فون دير لاين، وهي مواطنة ألمانية ولدت في إيكسيل، في إحدى ضواحي بروكسل، حياتها السياسية في السياسة المحلية كعضو في برلمان ساكسونيا السفلى. وهي متزوجة من هيكو فون دير لاين ولديهما سبعة أطفال.
المجلس الأوروبي: أنطونيو كوستا
سيكون البرتغالي أنطونيو كوستا، الاشتراكي، الرئيس الجديد للمجلس الأوروبي. بعيد انتخابه من قبل نظرائه، سيتولى منصبه في الفاتح من ديسمبر-كانون الأول، ليحل محل شارل ميشيل.
عقب تعيينه، وعد كوستا بأن ولايته ستكون واحدة من الاستمرارية، “مع التركيز على وضع الأجندة الاستراتيجية التي وافق عليها مجلس الاتحاد اليوم والتي ستوجه الاتحاد الأوروبي للسنوات الخمس المقبلة”.
كان كوستا رئيسًا لوزراء البرتغال بين عامي 2015 و 2024، وهو المنصب، الذي استقال منه بعد التحقيق في البداية بشأن صفقات استثمارية غير منتظمة في مشاريع الليثيوم والهيدروجين الأخضر. وضعه الحالي هو وضع الشاهد وهذا لم يثبت أنه حجر عثرة أمام تعيينه. ومنذ نشر التحقيق لأول مرة، دافع كوستا باستمرار عن براءته، قائلاً إنه استقال من الحكومة للحفاظ على نزاهته السياسية.
خلال الفترة التي قضاها في الحكومة، سمح للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي بالهجرة إلى البرتغال دون عقد عمل، مما خلق صورة لواحدة من أكثر سياسات الهجرة انفتاحًا في الكتلة، والتي قوبلت بمعارضة من قادة اليمين المتطرف.
يحظى كوستا أيضًا بإعجاب كبير من رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين وكانت شريكًا بناءً في المجلس الأوروبي منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
المحلل السياسي ريكاردو بورجيس دي كاسترو قال ليورونيوز إنّ كوستا مفاوض ماهر قادر على “تقريب” مواقف جميع القادة من جميع الألوان السياسية و “الوصول إلى هناك حيث قد يواجه الآخرون المزيد من الصعوبة”.
كوستا متنزج من فيرناندا ماريا غونسالفيس تاديو منذ عام 1987 ولديها طفلان. وصوتت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، ضد تعيينه في اجتماع المجلس.
الممثلة السامية للشؤون الخارجية: كاجا كالاس
اختيرت رئيسة وزراء إستونيا كاجا كالاس من قبل المجلس الأوروبي لتكون الممثلة السامية المقبلة للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بعد جوزيب بوريل.
وفي حين تلقت كالاس الدعم من زملائها في المجلس، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى الضوء الأخضر من البرلمان الأوروبي قبل أن يتم تعيينها رسميًا. وستحتاج إلى دعم أغلبية لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان في التصويت المقرر إجراؤه في سبتمبر-أيلول.
في حال تعيينها، ستصبح أول أوروبية شرقية في هذا المنصب وأول إستونية تحصل على إحدى أفضل الوظائف في الاتحاد الأوروبي.
أثناء توليها منصب رئيسة الوزراء في إستونيا، كانت كالاس إحدى أقوى أصوات الاتحاد الأوروبي التي دانت الغزو الروسي لأوكرانيا، وتضغط من أجل فرض عقوبات وإرسال الدعم العسكري.
يأتي تعيينها أيضًا بعد تراجع تكتل “تجديد أوروبا”، المجموعة الليبرالية التي تنتمي إليها، إلى رابع أكبر قوة سياسية في البرلمان الأوروبي بعد النتائج المخيبة للآمال في الانتخابات الأوروبية في يونيو-تموز.
وهي متزوجة من أرفو هاليك ولديها ثلاثة أطفال وولدين وابنة. كان والدها، سيم كالاس، سياسيًا أيضًا، إذ شغل منصب رئيس وزراء إستونيا بين عامي 2002 و 2003 قبل أن يصبح المفوض الأوروبي بين عامي 2004 و2014.
وفي اجتماع المجلس، واجهت تصويتًا سلبيًا من جورجيا ميلوني الإيطالية وامتناع المجري فيكتور أوربان عن التصويت.
تعليق روسي
قال السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إن فرص تحسن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا “سيئة” بعد قرارات التوظيف العليا في الاتحاد الأوروبي.
قام ديمتري بيسكوف بالإشارة إلى أورسولا فون دير لاين، التي تم ترشيحها لولاية أخرى كرئيس للمفوضية الأوروبية، ورئيسة الوزراء الإستوني كاجا كالاس، الذي تم اختياره ليكون مسؤول السياسة الخارجية المقبل للاتحاد الأوروبي.
وقال: “السيدة فون دير لاين ليست مؤيدة لتطبيع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. هكذا نعرفها، وهكذا نتذكرها”.
يورونيوز