الكومبس –تقارير: شهدت السويد، ليلة أمس واليوم، نقاشاً سياسياً حاداً، بعد تغريدة للقيادي في حزب ديمقراطيي السويد، بيورن سودير، هاجم فيها الحكومة الحالية لاحتفالها بأسبوع الفخر “ستوكهولم برايد”.
وكتب سودير عبر تويتر مجموعة تغريدات ربط فيها بين مسيرة الفخر للمثليين “برايد” والبيدوفوليا والجرائم الجنسية المتعلقة بالأطفال.
واستنكر قيام رئيس الحكومة برفع علم المثليين في المقر الصيفي للحكومة، وهاجم مشاركة رئيس البرلمان ووزير الخارجية في افتتاح أسبوع الفخر.
اتهم سودير الحكومة بـ”إضفاء الشرعية على الاعتداءات الجنسية على الأطفال”.
تغريدات سودير، أثارت ردود فعل مستنكرة وواسعة، من قبل سياسيين في الحكومة والمعارضة.
ردود حكومية ومعارضة
ووصف وزير الخارجية توبياس بيلستروم تغريدات سودير بالـ”مهينة والمسيئة”، مطالباً إياه بتقديم اعتذار علني.
كما رد رئيس الليبراليين ووزير سوق العمل يوهان بيرشون على تغريدات سودير كاتباً “هذا هراء. والتعصب ليس سويدياً”.
ودفع الأمر سودير إلى حذف قسم من تغريداته، معتبراً أنه يدافع عن حق المثليين ومزودجي الميول، ولكن اتهاماته موجهة إلى مسيرات الفخر.
كما خرج حزب SD بتصريح لرئيسة مجموعته البرلمانية ليندا ليندبيري وصفت فيها كلام سودير بالـ”إشكالي”، وقالت إنها “تتفهم قلقه على الأطفال ولكنه ذهب “بعيداً في كلامه دون داع”.
كما طالبت رئيسة حزب اليسار نوشي دادغوستار، رئيس الحكومة باستبعاد سودير من البعثة البرلمانية السويدية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي OSSE.
ورد بيلستروم على مطالبة اليسار بالقول إن الحكومة لا تتدخل في اختيارات البرلمان.
أزمة جديدة بعد يومسهوف
ويسجل الأمر أزمة داخلية جديدة للحكومة، بسبب تصريحات قياديين في حليفها SD، بعد تصريحات ريكارد يومسهوف المسيئة للإسلام والنبي محمد.
وصبّت التصريحات زيتاً على نار الأزمة التي تواجهها السويد، جراء حرق المصحف، وهو ما دفع رئيس الحكومة إلى النأي بنفسه عن تصريحات يومسهوف.
ورغم الأزمتين، قال بيلستروم إن التعاون يسير على ما يرام بين الحكومة وحليفها. ولكنه أكد أن على SD التعامل مع تصريحات قيادييه، معتبراً أن “آخر ما تحتاجه السويد حالياً هو مشكلة سياسية داخلية”.
وكان الحزب الاشتراكي المعارض شنّ حملة للمطالبة باقالة يومسهوف من منصبه، في رئاسة لجنة العدل البرلمانية.
وانتقد الحزب وسياسيون آخرين، ومحللون الحكومة لعدم التحرك باتجاه يومسهوف، رغم حديثها المتكرر على ضرورة تخفيف الاحتقان مع العالم الإسلامي.
مشكلة للحكومة
الخبير السياسي تومي مولر، أكد أن تصريحات كل من يوسهوف وسودير تشكلان مشكلة جدية للحكومة.
وقال إن تصريحات الأول خطيرة بشكل خاص بالنسبة للحكومة لانها جاءت في وقت غير مناسب، خلال عملها لتهدئة الأزمة مع الدول الإسلامية.
واعتبر إن حديث الحكومة أن SD ليس حزباً حكوميا يقابله واقع أن تشكيل الحكومة وبقائها يعتمد على SD نفسه، وهو ما يدفع الحكومة لتجنّب انتقاد SD قدر الإمكان.
ولكنه لفت إلى أن الفارق في التعامل مع التصريحين، يعود إلى المكانة الثقيلة التي يحظى بها يومسهوف في حزبه وفي السياسة أيضاً.
واعتبر أن جميع هذه الأزمات تؤثر على العلاقات بين الحكومة وحليفها، وعلى تعاونهما على المدى الطويل.