الكومبس ـ جاليات: نظمت جمعية الأمل المغربية في السويد أمس السبت فعالية في ستوكهولم بالشراكة مع جمعية الدفاع عن المحتجزين في أراضي تندوف، بمناسبة عيد المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال المغربي.

وتتعلق قضية “المحتجزين في مخيمات تندوف” بآلاف الصحراويين الذين يعيشون في مخيمات للاجئين قرب مدينة تندوف جنوب غرب الجزائر تحت إشراف جبهة البوليساريو. وتواجه هذه المخيمات انتقادات من منظمات حقوقية بسبب “انتهاكات حقوق الإنسان” التي يتعرض لها سكانها. في حين ترفض الجزائر الاتهامات وتعتبر المخيمات مكاناً لإيواء “اللاجئين الصحراويين اللذين لجؤوا للبلد الجار الجزائر”.

وقالت جمعية الأمل المغربية في بيان تلقت الكومبس نسخة منه إن الفعالية حضرها عدد من أفراد الجالية المغربية والعربية وضيوف سويديون, وشهد الحفل فقرات معرفية وثقافية وفنية وأخرى معنية بإحياء للتراث، من خلال دعوة خبراء ومتخصصين بعدة قضايا. وتحدث عبد الله الصالحي عن الوضع الحالي في الصحراء الغربية، وعن التطور الذي تشهده مناطق الحكم الذاتي هناك.

عبد الله الصالحي قدم محاضرة عن الوضع في الصحراء الغربية

فيما قدمت الطبيبة نائلة استيتية لمحة تاريخية عن القضية الفلسطينية وآخر تطورات الحرب على غزة ومعاناة الفلسطينيين المستمرة. وتحدث المختص أسو زاند عن تطوير الطاقة الشمسية في المغرب.

د نائلة استيتية متحدثة خلال الفعالية

بينما كان للكاتبة السويدية من أصول يونانية ألكسندرا باسكاليدو فقرة للحديث عن معنى الاستقلال. وعرض د.رشيد المنصفي كتابة الجديد الصادر باللغة السويدية، بعنوان: جرائم العصابات وثقافة الصمت.

د. رشيد المنصفي يتسلم جائزته

تكريم وتوزيع جوائز

وكرمت جمعية الأمل خلال الحفل شخصين بجوائز تقدير لجهودهما المتميزة، وهما الدكتور رشيد المنصفي على كتابه الجديد الذي يتحدث عن جرائم العصابات وثقافة الصمت. فيما ذهب التكريم الآخر إلى سعدية حاضر، الناشطة في جمعية الأمل، ونائبة رئيسة الجمعية، تكريماً لجهودها في الخدمة الاجتماعية ومساهمتها في تحقيق النتائج التي وصلت لها الجمعية. وعرضت الجمعية فيديو مفصل عما يطلق عليه “القضية الوطنية” عن الأوضاع ومدى التطور الاقتصادي التعليمي والاجتماعي في المنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي. كما استمتع الحضور بعزف فرقة مراكشية مغربية وبتناول المأكولات المغربية.

خلال تكريم سعدية حاضر

ما هي جمعية الأمل المغربية؟

وقدمت رئيسة جمعية الأمل، مريم باني، شرحاً موجزاً عن الجمعية التي تترأسها. وقالت إن الجمعية منظمة تسعى إلى تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية من خلال تقديم الدعم والمساعدة في مجالات متعددة. وتشمل أهداف الجمعية:

دعم الفئات المستضعفة: تقديم الدعم الاجتماعي، النفسي، والمادي للأفراد والعائلات الأكثر حاجة، بما في ذلك الأطفال، النساء، وكبار السن.

تعزيز التعليم والتوعية: تنظيم ورش عمل، وندوات، وبرامج توعوية تهدف إلى نشر الوعي بالقضايا الاجتماعية والثقافية وتعزيز فرص التعليم للجميع.

تمكين المرأة والشباب: تمكين المرأة والشباب من خلال توفير فرص التدريب والتطوير المهني، وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في المجتمع.

الدفاع عن حقوق الإنسان: المساهمة في حماية حقوق الإنسان من خلال تسليط الضوء على الانتهاكات، والعمل على تقديم الدعم للفئات المتضررة.

تعزيز التضامن الاجتماعي: العمل على بناء جسور التواصل بين مختلف الفئات والمجتمعات لتعزيز قيم التعاون والتسامح.

تشجيع التنمية المستدامة: دعم المشاريع البيئية والاقتصادية التي تسهم في تحقيق تنمية مستدامة، مثل استخدام الطاقة النظيفة وتطوير المهارات الإنتاجية.

إقامة شراكات دولية ومحلية: التعاون مع منظمات وهيئات محلية ودولية لتحقيق أهداف الجمعية وتوسيع نطاق تأثيرها.

تعمل الجمعية من خلال خطط استراتيجية وبرامج متكاملة لتحقيق رؤيتها في بناء مجتمع أكثر عدلاً وتضامناً.

فلسطين في قلب الاحتفالية

وتخصص الجمعية ضمن نشاطاتها دائماً فقرة عن القضية الفلسطينية، وعن ذلك قالت مريم الباني “إن القضية الفلسطينية هي رمز للنضال من أجل العدالة الدولية، لأنها تمثل واحدة من أبرز القضايا الإنسانية في العالم، ونضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة يشكل مصدر إلهام للعديد من الشعوب التي تسعى للتحرر. لذلك، من الطبيعي أن تكون جزءاً من سياق الاحتفال بمناسبات مثل عيد المسيرة الخضراء والاستقلال، التي تكرّس مفاهيم الحرية والكرامة الوطنية”.

واعتبرت أن “ربط القضية الفلسطينية بالمناسبات المغربية يعزز التضامن بين الشعوب العربية والإسلامية، ويظهر التزام المغرب ومؤسساته الشعبية بدعم القضية الفلسطينية كجزء من هويتها القومية والدينية”.

وأضافت أن “عيد الاستقلال وعيد المسيرة الخضراء يرمزان للسيادة والوحدة الوطنية، وهي نفس القيم التي يناضل من أجلها الشعب الفلسطيني. تسليط الضوء على هذه الروابط يعكس التزاماً بالقيم المشتركة ويشدد على أهمية الدعم المتبادل بين القضايا العادلة. كما أنه وفي ظل المحاولات المستمرة لتهميش القضية الفلسطينية، فإن تخصيص مساحة لها في هذه المناسبات يعيد التذكير بعدالتها ويعزز حضورها في الوعي الجماعي. الجمع بين هذه المناسبات يشير إلى أن النضال من أجل الاستقلال والكرامة ليس محصوراً بمكان واحد، بل هو قضية إنسانية عامة تستحق الدعم والمساندة”.

وجاء في بيان الجمعية أن “هذه الاحتفالية تجسد رؤية جمعية الأمل في تعزيز القيم الإنسانية وإحياء المناسبات الوطنية المغربية، وتقديم المعرفة بقضايا عامة معرفية وثقافية، والمساهمة بتعريف المجتمع السويدي بالتراث والقضايا المغربية والعربية مثل القضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على الروابط بين النضال المغربي والفلسطيني كجزء من نضال عالمي مشترك لتحقيق الحرية والكرامة”.