الكومبس – أخبار السويد: قررت الحكومة السويدية، بالتعاون مع حزب ديمقراطيي السويد (SD)، فتح تحقيق حول مدى انتشار العنف والاضطهاد المرتبط بالشرف في المدارس السويدية، وكيفية مواجهته، ووصفته بأنه “أكبر تحدٍ لمبدأ المساواة في المدارس السويدية”. فيما طالب حزب SD بفرض حظر كامل على الحجاب في المدارس، أسوة بفرنسا.
وأوردت أحزاب تيدو أمثلة عن ذلك مثل منع الأطفال من اللعب مع من يريدون، أو عدم السماح لهم بارتداء ملابس قصيرة خلال الصيف، أو عدم السماح لهم بالذهاب إلى حمام السباحة، أو منع الأطفال الصغار في الروضات من النوم بجانب طفل من الجنس الآخر أثناء فترة القيلولة، كما نقلت وكالة TT.
وقالت وزيرة المدارس، لوتا إدهولم، إن “عشرات الآلاف، وخاصة الفتيات، يتعرضن لهذا الأمر كل عام، ولا يستطعن أن يقررن مع من سيعشن، ويتم احتجازهن ويتعرضن للعنف ولا يستطعن أن يقررن بشأن حياتهن”.
وأضافت “إنها مشكلة خطيرة وغير مقبولة على الإطلاق. جميع الأطفال في السويد يجب أن يكونوا أحرارًا في اللعب مع الأصدقاء الذين يختارونهم، دون قيود”.
وجاء كلامها في مؤتمر صحفي جمعها مع وزيرة الشؤون الاجتماعية كاميلا فالتيرشون غرونفالد وممثلين عن حزبي المسيحيين الديمقراطيين (KD) وSD.
تحقيق لرصد الظاهرة وتقديم حلول
وسيعمل التحقيق على تحديد مدى انتشار العنف المرتبط بالشرف في المدارس ورياض الأطفال ودور الرعاية بعد المدرسة. كما سيبحث في مدى تأثير “ثقافة الصمت” ودور بعض العاملين في المدارس في تعزيز هذه “الأعراف القمعية”، كما ذكرت الحكومة.

وسيقوم المحققون بتقديم اقتراحات لمكافحة هذه الظاهرة، مع التركيز على تعزيز دعم الطاقم التعليمي ليتمكنوا من التعرف على الحالات والتعامل معها بشكل فعال. كما ستتم دراسة إمكانية إنشاء نظام دعم فردي للأطفال المتأثرين بهذه الأعراف.
منع الموظفين من تعزيز “القيم المرتبطة بالشرف”.. وفصلهم
كما تريد الحكومة طرح حلول لمنع الموظفين من تعزيز “القيم المرتبطة بالشرف” داخل المدارس، ولا تستبعد فصلهم من المدارس بسبب ذلك.
وقالت إدهولم “أعتقد أن الموظفين الذين ينتهكون التشريعات القائمة بشكل صارخ يجب أن يجعلوا صاحب العمل يفكر فيما إذا كانت المدرسة ومرحلة ما قبل المدرسة هي مكان العمل المناسب لهم حقًا”.
ومن جانبها أشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية إلى دراسة أجرتها بلدية مالمو كشفت أن 20 بالمئة من طلاب المدارس يعيشون تحت تأثير قيم الشرف.
ولفتت إلى أنه رغم ذلك يبقى عدد البلاغات التي تصل إلى الجهات المختصة منخفض جدًا، وهو ما وصفته الوزيرة بـ”الخيانة” بحق الأطفال، مؤكدة أنه لا يمكن القبول بها.
حزب SD يريد حظر الحجاب كما في فرنسا
أما المتحدث في سياسة المدارس باسم حزب SD، باتريك ريسلو، فقال إنه يرغب في رؤية مقترحات لحظر الحجاب في المدارس.
وقال “إذا أتيت إلى مدرسة والتقيت بموظفين يرتدون الحجاب، والذي نعتبره تعبيراً عن ثقافة الشرف، فهذا أمر إشكالي. ونحن نعتقد أنه ينبغي فرض حظر عام على الحجاب، كما حدث في فرنسا”.
غير أن وزيرة المدارس أكدت أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل في توجيهات التحقيق، لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن المحقق “حر تمامًا في تقديم الاقتراحات ضمن الإطار”.