الكومبس – اقتصاد: سجلت العملة السويدية تراجعاً ملحوظاً مقابل اليورو والدولار خلال الأيام الأخيرة، ووصل سعر الكرون يوم أمس الخميس إلى أدنى مستوياته السنوية مقابل اليورو.

ومنذ منتصف يونيو، انخفضت قيمة الكرون بنسبة 5 بالمئة مقابل اليورو، و4 بالمئة مقابل الدولار. وسجل سعر الكرون اليوم 11.72 مقابل اليورو، و 10.81 مقابل الدولار.

ووفقاً لرئيس قسم التحليل في بنك SEB، كارل شتاينر، يعود هذا التراجع جزئياً إلى انخفاض شهية المخاطرة في الأسواق العالمية بعد تقارير مخيبة للآمال من شركات كبرى مثل تسلا وألفابت، بالإضافة إلى عدم اليقين المحيط بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

ولفت في حديث لوكالة TT إلى أن الدولار تعزز مقابل معظم العملات، مشيراً إلى أن الدولار يعد عادةً استثماراً آمناً عندما تكون الأسواق مضطربة، بينما تميل العملات الصغيرة مثل العملة السويدية إلى الضعف.

قلق من تأثيره على قرارات الفائدة

ومن جهتها قالت كبيرة الاقتصاديين في Länsförsäkringar، ألكسندرا ستروبيري، إن التراجع الحاد في قيمة الكرون مرتبط أيضاً بانخفاض التضخم في السويد بوتيرة أسرع مقارنة بمنطقة اليورو.

وأضافت أن البنك المركزي السويدي قد أشار إلى إمكانية خفض الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام، في حين لم يقدم البنك المركزي الأوروبي أي توقعات مماثلة.

وقالت “على المدى القصير، نرى أن الفائدة في السويد ستكون أقل من الفائدة في أوروبا. هذا بدوره يعني تراجع الكرون لأنه يعني أنك ستحصل على عائد أقل إذا استثمرت في الكرون بدلاً من اليورو”.

وأشارت ستروبيري إلى أن تراجع الكرون قد يؤثر على قرارات البنك المركزي السويدي بشأن الفائدة، خاصة إذا استمر انخفاض العملة وأثر على التضخم. فيما اعتبر شتاينر أن البنك المركزي أن البنك المركزي لن يأخذ في الاعتبار الكرون بشكل كبير في تقييمه، وسيتابع تركيزه على التعامل مع التضخم.

وتوقع شتاينر أن ينتعش الكرون مجدداً في الخريف المقبل في حال توافر الظروف العالمية المناسبة، مضيفاً “نأمل أنه عندما يحين وقت العطلة في عيد الميلاد، سيكون الوضع أفضل وسيكون الكرون أقوى”.

ومن المقرر أن يصدر القرار المقبل بشأن الفائدة من البنك المركزي السويدي في 20 أغسطس، وسيكون مراقباً عن كثب من قبل الأسواق والمستثمرين لمعرفة تأثيرات تراجع الكرون على السياسة النقدية للبلاد.

تأثيرات الكرون على السياحة

ويمثل انخفاض قيمة الكرون في فصل الصيف، ضربة لعطلات السويديين الصيفية في دول أوروبا، ويزيد من تكاليف السفر التي سبق وشهدت ارتفاعاً خلال السنوات الأخيرة.

ومن ناحية ثانية، تشكل القيمة المنخفضة للعملة السويدية مقابل اليورو والدولار عامل جذب للسياح من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ولا سيما الدنماركيين الذين يقصدون الجنوب السويدي لقضاء عطلهم الصيفية، وفق تقرير للتلفزيون السويدي SVT.