الكومبس – ستوكهولم: تمكنت الأم كاميلا أولسون هوكانسدوتر من إنقاذ طفلها هربرت البالغ من العمر سنة ونصف السنة من الموت غرقاً، حين أجرت له إنعاشاً قلبياً رئوياً (CPR) لمدة 25 دقيقة قبل وصول مروحية الإسعاف.

بقي هربرت لمدة 48 ساعة في مستشفى أستريد ليندغرين للأطفال، لكنه استيقظ بعد ثلاثة أيام من الحادثة. وكان بإمكانه أن يأكل ويضحك. فيما وصف الأطباء نجاة الطفل بـ”المعجزة”. وفق ما ذكرت أفتونبلادت.

وحثت كاميلا جميع الآباء والأمهات على تعلم الإنعاش القلبي الرئوي وعدم تأجيل تدابير السلامة المنزلية.

وقعت الحادثة في اليوم الأول من عطلة العائلة الصيفية، حين ذهبت كاميلا (43 عاماً) مع طفليها إلى الكوخ الصيفي شمال أوسترشوند.

وعادة ما يكون المنزل الريفي مليئاً بالأشخاص في الصيف، لكن في صباح الحادثة، كانت كاميلا ووالدتها فقط الموجودتان لرعاية الطفلين البالغين من العمر 7 سنوات وسنة ونصف على التوالي.

ذهبت الجدة إلى الفراش للراحة، بينما انشغلت كاميلا بتحضير وجبة الإفطار لنفسها وطفليها. وكانت أبواب المنزل مفتوحة على الفناء، حيث توجد بركة قديمة لم يتم إصلاحها.

وفجأة اتصلت صديقة بكاميلا بينما كانت تعد الإفطار. ثم شعرت الأم بهدوء في المنزل. فهرعت إلى غرفة الأطفال لتجد طفلها البالغ من العمر 7 سنوات يلعب بمفرده. أحست الأم بالخطر على طفلها الصغير فهرعت إلى البركة لترى جسد طفلها في المياه ورأسه إلى أسفل دون حراك.

صرخت كاميلا وقفزت إلى البركة لتخرج طفلها فوجدت وجهه أبيض بالكامل بشفاه زرقاء وعينين نصف مفتوحتين.

وضعت الأم الطفل على العشب واتصلت بـ112 فوراً . وبمساعدة الموظفة في خدمة الطوارئ بدأت إجراء إنعاش قلبي رئوي لابنها.

تقول كاميلا “في ذلك الوقت لم أتذكر بالضبط عدد الضغطات التي يجب القيام بها. لكن الفتاة على 112 ساعدتني، وقالت إنه يجب علي الاستمرار. وإنه يمكنني إجراء الإنعاش لمدة يوم كامل”.

ورغم البدء في الإنعاش لم تظهر علامات على حياة الطفل. بينما استمرت الأم في الضغط والتنفس الاصطناعي. بينما كانت تقول لنفسها “لا، هذا الطفل لن يموت. لن أفقد طفلي”، لكنها لم تلحظ نبضاً.

وحين وصلت مروحية الإسعاف أخبرها المسعفون أنه لديه نبض وأنه يتنفس، مؤكدين أنه على قيد الحياة.

وفي قسم الطوارئ في مستشفى أوسترشوند، كان هربرت قادراً على التنفس من تلقاء نفسه، لكن الكادر الطبي أخذ قراراً سريعاً بنقله جواً إلى مستشفى أستريد ليندغرين للأطفال في ستوكهولم. وهناك بقي تحت التخدير لمدة 48 ساعة بينما كانت حالته غير مستقرة إطلاقاً.

كانت ساعات أشبه بالكابوس بالنسبة للأم، لكن بعد ذلك تحسن كل شيء فجأة وأظهرت التحليلات نشاطاً طبيعياً.

وبعد ثلاثة أيام من الحادث، فتح هربرت عينيه ليتناول مثلجان “بيغيلين” ويحضر احتفالات منتصف الصيف في حضن أمه.

فيما وصف الأطباء شفاءه بـ”المعجزة”.

الشعور بالذنب

كتبت كاميلا الكثير عن الحادثة على وسائل التواصل. وتلقت الكثير من الإشادات والتعليقات الودودة من الأصدقاء وموظفي المستشفى وغيرهم.

لكن رغم أنها أنقذت حياة طفلها ظل الشعور بالذنب يلاحقها.

تقول كاميلا “أعتقد بأنني لو كنت أماً رائعة لما انتهى به الأمر في البركة. أشعر بالذنب والقلق. لو لم ينته الأمر بشكل جيد، فلا أعتقد أنني كنت سأتمكن من التعامل مع ذلك”.

ونصحت كاميلا أولياء الأمور على عدم تأجيل ما يجب عليهم إصلاحه في المنزل، مثل الحواف الحادة أو أي شيء آخر يمكن أن يكون خطيراً على الأطفال.

كما حثتهم على الخضوع لدورة الإنعاش القلبي الرئوي، مشيرة إلى أن الحوادث الخطيرة يمكن أن تحدث بلمح البصر.