بعد انتظارٍ منذ الثلاثاء بدأت الشرطة اليوم إبلاغ أقاربِ ضحايا الهجوم الدموي بمصيرِ أحبائِهم. أيامٌ حزينة تعيشها أوربرو والسويد. دموعُ شقيقةُ الشاب سليم إسكيف وخطيبتُه ليست سوى جزءاً من مشهد أكبر يزداد حزناً مع تحديد هوية الضحايا العَشرَ بعد أيامٍ من الانتظار المؤلم لعائلاتِ المفقودين. بتحديدِ هوياتِهم اليوم يتحول المفقودون إلى ضحايا وتتحول صورتُهم في ذاكرةِ السويديين من أرقامٍ إلى قصص من لحمٍ ودم. المديرُ في هيئة الطب الجنائي لارش برومس قال إنه لم يكن من الممكن تحديدُ هوياتِ الضحايا بشكلٍ أسرع، معتبراً أن الوصول إلى هذه المرحلة يُعد إنجازاً، لكنه أكد في الوقت نفسه تفهمه لمشاعر الإحباط لدى عائلاتِ الضحايا. المتخصصةُ في الطب الجنائي جيزيلا بيترشون قالت إن هذه المدة الزمنية طبيعية وإنه لا توجد مسارات سريعة في عملِ تحديد الهوية. الخبيرة لفتت إلى وجود تصورات خاطئة لدى الناس حول تحديدِ هوياتِ الضحايا في مثل هذه الحالات، ومن بينها مفهومٌ خاطئ شائع بأن تذهب العائلات إلى المشرحة للتعرف على الجثث شخصياً، معتبرة أن عمليةَ التعرف على الجثث تصرفٌ غير أخلاقي. وأشارت إلى أن الفِرق الجنائية عملت على تحليل الجثث ومقارنتِها مع سجلات الأسنان، وبصمات الأصابع، وعينات الحمض النووي. نقابةُ موظفي بلدية أوربرو أعلنت اليوم أيضاً أن عدداً من موظفي البلدية من بين المفقودين جراء الهجوم على مدرسة ريسبيشكا التي تضم برامج التعليم للكبار، ودورات اللغة السويدية للمهاجرين أسفي.

بعد جريمةِ أوربرو الدموية، أعلنت الحكومةُ اليوم مدعومةً بحزبِ ديمقراطيي السويد (إس دي) عن المضي قدماً في تعديل قوانين ترخيص الأسلحة، بهدف توضيح معايير تقييم الأهليةِ لحيازة الأسلحة، إضافةً إلى الحدِ من الوصول إلى بعض الأسلحة نصف الآلية. أحزابُ تيدو توصلت أيضاً إلى اتفاقٍ يقضي بتكليف الشرطةِ وإدارة الرعاية الاجتماعية بتعزيز آلية الإبلاغ عن الأشخاص غير المؤهلين طبيًا لحيازة الأسلحة. وقالت الحكومة في بيانٍ إن ذلك يأتي في إطار إجراءاتٍ أمنية تهدف إلى تقليل مخاطرِ استخدام الأسلحة النارية في الجرائم، مؤكدة ضرورة أن تحصل الشرطة على جميع المعلومات المتعلقة بالحالة النفسية والصحية للمتقدمين للحصول على رخصة سلاح. وكانت معلوماتٌ جديدة ظهرت اليوم وكشفت عن الأسلحة التي امتلكها ريكارد أندرشون المشتبهِ به في تنفيذِ هجوم أوربرو. وبحسب المعلومات كان أندرشون يمتلك خمسةَ تراخيص أسلحة، من بينها واحدة لبندقية نصف آلية ذات قوة نارية عالية. فيما أعلنت الشرطة سابقاً أنها وجدت ثلاث أسلحة نارية وكمية كبيرة من الذخيرة غير المستخدمة بجانب جثةِ المشتبه به بعد مقتله الثلاثاء. ومقابلَ توجه الحكومة لتعديل قانون حيازة الأسلحة، دعت أحزاب المعارضة إلى مزيد من التشديد، مقترحةً إجراءاتٍ أكثرَ صرامة من تلك التي طرحتها الحكومة. كما طالبت بفرض اختباراتٍ نفسية أكثر صرامة وإلزامِ المتقدمين للحصول على ترخيصِ سلاحْ بتقديمِ تقاريرَ طبية من الجهات المختصة. ورغم دعمِ حزب إس دي لحظر الأسلحة العسكرية، فإن بعضَ أعضائِه يعارضون القرار. ويُذكر أن الحزب كان قد دفع سابقاً باتجاه تسهيلِ منح التراخيص لأسلحةِ الصيد، كما اقترح أحدُ نوابهِ بالسماح لمزيدٍ من المدنيين السويديين بحمل الأسلحة لمواجهة العصابات وتهديداتِ الإرهاب.

انضم خمسُمئةٍ وخمسون جندياً سويدياً اليوم إلى لواءٍ عسكري يقوده حلف شمال الأطلسي (ناتو) في لاتفيا. فيما أكد رئيس الوزراء أولف كريسترشون، أن هدف السويد والناتو هو تعزيزُ الاستقرار الأمني، وأنهما لا يسعيان إلى التصعيد أو المواجهة. كريسترشون قال خلال مراسم الاحتفال بانضمام الجنود السويديين إن أوروبا لا تعيش حالةً من السلام حالياً. وأضاف “لسنا في حالةِ حرب، لكن لا يمكننا القولُ إننا في سلام. هناك الكثير من المناطق الرمادية، والهجمات الهجينة أصبحت شائعة جداً”. رئيس الوزراء أكد أن لاتفيا تُعتبر في خط المواجهة مع روسيا، ما “يجعل وجود القوات السويدية ضمن الناتو جزءًا من استراتيجية الردع والدفاع المشترك”. وشدد على أن الهجوم على أي دولةٍ عضوٍ في الناتو سيؤدي إلى ردٍ من الجميع. ليس من أجل إشعال الحرب، بل لمنع وقوعِها وحمايةِ السلام.

جامعة لينيوس في مدينة فيكخو تُقدمُ بلاغاً للشرطة بعد محاولة تدنيس مصاحف في غرفةٍ مخصصةٍ للصلاة تابعة للجامعة. وتم وُضعُ لحم الخنزير المقدد على مصاحف في حادثتين منفصلتين خلال الأسبوع الحالي. الحادثُ الأول وقع يوم الأربعاء، عندما عُثر على شرائح من لحم الخنزير فوق سَّجاداتِ الصلاة وعلى بعض المصاحف. كما عُثر في اليوم التالي على كميةٍ أكبر من شرائح لحم الخنزير وُضعت على عِدةِ مصاحف وبين صفحاتِها. أحد طلاب الجامعة قال للكومبس إنه اكتشف الحادثة عند دخوله مع زميلٍ له إلى المُصَّلّى حين إشتمّا رائحةً كريهة فأبلغا الموظفين. إدارةُ الجامعة أصدرت بياناً أدانت فيه الحادثة بشدة، مؤكدة التزام الجامعة بمبادئ الاحترام وعدم التمييز. ولم تتوصل الشرطة بعد إلى هُويةِ الفاعلين أو الدوافع وراء الحادث.

أصيب أكثرُ من مئتي طالب واثني عشر موظفاً بأعراضٍ مرضية غير معروفة حتى الآن في مدرسة سولتوريس الثانوية ببلدية بورلنغه. ولم يتمَ تحديدُ السبب الدقيق وراء الارتفاع المفاجئ في حالات الغياب، لكن السلطات الصحية في المنطقة لا تستبعد أن يكون تفشياً للإنفلونزا. الجهاتُ الصحية أخذت عيناتٍ من بعض الموظفين لإجراء تحليلٍ وبائي وتتبُع مصدر العدوى، فيما لا تزالُ النتائج قيدَ الانتظار. ورغم تفشي المرض قررت المدرسةُ الاستمرارَ في استقبال الطلابِ كالمعتاد، لكن تم نشرُ معقماتِ الأيدي في جميع أنحاء المبنى كإجراءٍ وقائي لتقليل مخاطر انتقال العدوى .