جنازة جديدة للمهاجر “الأكثر عزلة في السويد” بحضور أقربائه

: 10/13/22, 1:49 PM
Updated: 10/13/22, 1:49 PM
(تعبيرية) 
Foto: TT
(تعبيرية) Foto: TT

بقي ميتاً في شقته حوالي أربع سنوات دون أن يدري به أحد

“أسوأ شيء أن يموت المرء وحيداً دون أحبائه”

الكومبس – ستوكهولم: لم يلحظ أحد اختفاء برانيسلاف تيسانوفيتش طيلة 3 سنوات و8 أشهر، حتى وجد ميتاً في شقته في سودرمالم بستوكهولم خريف العام 2019 بعد بلاغ من الجيران، لكنه بعد وفاتهأاثار اهتمام وسائل الإعلام السويدية حتى لقب بـ”رمز الوحدة” في السويد. وبعد دفنه وحيداً في يناير 2020 تأثر مواطنه دراغان لابان بمصيره وقرر ترتيب جنازة جديدة، لكن هذه المرة مع شاهدة قبر وبحضور أقربائه.

وقال لابان “لم أكن أعرفه من قبل، لكن كان علي أن أفعل شيئاً”.

حين أقيمت الجنازة في 2020 في Skogskyrkogården بستوكهولم، لم تتمكن الشؤون الاجتماعية من العثور على أي أقارب للرجل. فحضر الجنازة صحفيون وغيرهم من الأشخاص الذين سمعوا عن قصة الرجل، لكن لم يحضر أي من أقربائه.

وأخيراً عثر فريق تحقيق صحفي في التلفزيون السويدي على امرأة في بلغراد اسمها بارونيكا ستيفانوفيتش وهي شقيقة برانسيلاف، وفقدت الاتصال بشقيقها عندما انتقل إلى السويد في ستينات القرن الماضي.

وكان أحد الذين اطلعوا على التقرير وتأثروا بشدة دراغان لابان، وهو من صربيا أيضاً.

يقول لابان “أسوأ شيء أن يموت المرء وحيداً دون أحبائه. كنت أشعر بالأسى”.

واتصل لابان بالعائلة في صربيا وحصل على إذنها لترتيب مراسم جنازة جديدة. وفي سبتمبر 2022، وصل الأقارب إلى السويد للمشاركة في جنازة برانيسلاف.

كان تيسانوفيتش يبلغ من العمر 78 عاماً عندما توفي. وتشير الدلائل إلى أنه رحل في 10 مارس 2016 ، اليوم التالي لعيد ميلاده، لأن ورقة التقويم التي لم تتم إزالتها عن الجدار كانت 11 مارس. واكتشفت الشرطة هذا عندما فتحت الباب، بعد ثلاث سنوات وثمانية أشهر وثمانية أيام. وكان الراديو لا يزال قيد التشغيل في الشقة. وقال المحقق في شرطة ستوكهولم ماتس شيمي “كان مستلقياً على بطنه في زاوية من الشقة. بدا الأمر كما لو أنه نهض ثم انهار وبقي هناك”.

ووفقاً للشرطة، توفي برانيسلاف تيسانوفيتش لأسباب طبيعية. واستمر دفع فواتيره بعد وفاته عن طريق الخصم الآلي. ولم يلحظ أحد أنه اختفى من الحياة إلى أن لفت الجيران انتباه صاحب المنزل، فاتصل بدوره بالشرطة.

يقول شيمي “إنه أمر غير عادي ومأسوي جداً ألا يلحظ أحد وفاته. كان يعيش هناك منذ أكثر من 40 عاماً”.

وحظي مصير تيسانوفيتش باهتمام كبير في وسائل الإعلام، وأطلق عليه في مقال صحفي “رجل ستوكهولم الأكثر عزلة”. لكن السؤال عن شكل حياته، ولماذا مات دون أن يلاحظ أحد ذلك، ظل دون إجابة.

جاء برانيسلاف تيسانوفيتش من صربيا إلى السويد في العام 1966 وانتقل إلى ستوكهولم في أوائل السبعينيات. وعمل كعامل معادن ضمن مهن أخرى. وانتهى به الأمر في شركة Siemens Elema حيث عمل لأكثر من 18 عاماً قبل تقاعده.

يقول زميله السابق في العمل كورت دونرشتول “لم يكن يسعى للتواصل مع الآخرين، ربما كان أكثر ميلاً للتفكير”.

ليس حالة فريدة

إحصاءات هيئة الإحصاء السويدي تظهر أن أكثر من 300 ألف شخص كانوا معزولين اجتماعياً (قبل انتشار جائحة كورونا) ولديهم قليل جداً من التواصل مع الأقارب والأصدقاء والمعارف. لذلك يبدو أن مصير برانيسلاف تيسانوفيتش ليس فريداً في السويد.

Source: www.svt.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.