الاقتراحات تتوالى في السويد لسحب إقامات وجنسيات على خلفية الموقف مما يجري في الشرق الأوسط. اليوم أعلن وزير الهجرة يوهان فورشيل أن الحكومة تعمل على تقديم اقتراح يمكّن السلطات من إلغاء تصريح الإقامة للأشخاص الذين يشيدون بمنظمات مصنفة إرهابية. وكتب الوزير على منصة إكس أنه “ليس من المعقول أن يحصل الأشخاص الذين يشيدون بالمنظمات الإرهابية على تصريح إقامة في بلدنا”، مشيراً إلى العمل على إعداد اقتراح بإلغاء الإقامة بسبب “سوء السلوك”. الوزير قال صراحة إنه لا مكان في السويد للأشخاص الذين يمتدحون حماس أو حزب الله على سبيل المثال، معتبراً أن هناك تنامياً في إضفاء الطابع الرومانسي على الإرهاب وزيادة حادة في معاداة السامية في السويد منذ السابع من أكتوبر العام الماضي. وكانت صحيفة سيد سفينسكان نشرت اليوم تحقيقاً ذكرت فيه أن مظاهرات داعمة لفلسطين في جميع أنحاء السويد مجّدت الرئيس السابق لحركة حماس يحيى السنوار.
من سحب الإقامات إلى سحب الجنسية، حيث دعت القيادية والنائبة في البرلمان الأوروبي عن حزب المسيحيين الديمقراطيين أليس تودوريسكو موفه إلى فرض شرط على من يسعى للحصول على الجنسية السويدية يقضي بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وتبني ما أسمته “القيم اليهودية المسيحية” التي تقوم عليها الديمقراطية السويدية. دعوة النائبة جاءت تعليقاً على ما اعتُبر “شعارات معادية للسامية” خلال مظاهرة داعمة لفلسطين. فيما قال حزب المسيحيين الديمقراطيين المشارك في الحكومة إن هذا المطلب قد يصبح جزءاً من سياسة الحزب. موفه طالبت بترحيل فوري للأشخاص الذين يهددون الأقلية اليهودية في السويد ولا يحملون الجنسية. كما دعت إلى إمكانية سحب الجنسية ممن لا يلتزمون “بالتعهدات” المرتبطة بالجنسية السويدية، مشيرة إلى تجارب مماثلة في الولايات المتحدة وألمانيا. النائبة كتبت منشوراً على مدونتها، بعنوان “لا للنازيين اليساريين في شوارعنا”، دعت فيه إلى تطبيق متطلبات أكثر صرامة للحصول على الجنسية السويدية. ولم يتخذ حزب المسيحيين الديمقراطيين موقفاً من الاقتراح بعد. في حين قال السكرتير الصحفي للحزب أرفيد جانسون في تعليق إنه “قد يكون من الضروري دفع القضية إلى الأمام”.
وزيرة الشؤون الاجتماعية كاميلا فالتيرسون غرونفال تعلن اقتراحات جديدة لتعزيز الأمن في مراكز الرعاية القسرية للشباب التابعة لمؤسسة سيس. التدابير الرقابية الجديدة تتضمن استخدام سوار القدم الإلكتروني للتعقب، وزيادة عمليات التفتيش الجسدي. وبحسب الاقتراحات التي قدمتها لجنة تحقيق ستكون هناك إمكانية لوضع أساور إلكترونية للأطفال والشباب المحكوم عليهم بالرعاية المغلقة، بهدف مراقبة تحركاتهم والتأكد من بقائهم ضمن نطاق المركز، خصوصاً في المرافق ذات مستويات الأمان الأقل. وتشمل الاقتراحات أيضاً تعزيز إجراءات التفتيش الجسدي، بهدف منع دخول أو تداول الأسلحة والأدوات الحادة مثل الشفرات والزجاج المكسور. كما يُقترح توسيع صلاحيات تفتيش الغرف بانتظام لمكافحة تداول المخدرات داخل هذه المراكز. ومن المتوقع أن تدخل التعديلات، في حال اعتمادها، حيز النفاذ في الأول من يناير 2026.
تحقيق صحفي يكشف أن مصلحة الضرائب السويدية قدمت بشكل غير مباشر تسهيلات للقيادي المعروف في عصابات السويد إسماعيل عبده رغم كونه مطلوباً دولياً. ووفق التحقيق الذي نشرته صحيفة إكسبريسن، تلقى عبده خدمات عادية من مصلحة الضرائب، شملت إصدار وثائق أساسية وتسجيلات أسرية، وحتى تسهيل إجراءات زواجه في تركيا وتسجيل ولادة طفله، بينما كانت الشرطة تطارده في قضايا خطيرة تتعلق بالمخدرات والعنف. وأظهر التحقيق أن المصلحة تجاهلت بلاغات عدة حذرت من كونه يقيم في تركيا وخارج البلاد، مما سمح له بالاستمرار في استغلال النظام وكأنه مواطن عادي، وأدى إلى تأخير الإجراءات الرامية لإزالة اسمه من سجلات العناوين السويدية. وتعليقاً على التحقيق، شدد وزير العدل غونار سترومر على ضرورة إدخال تغييرات جذرية في عمل مؤسسات الدولة لضمان تبادل المعلومات بشكل أكثر فعالية بهدف التصدي للعنف والجريمة. في حين وصفت المدعية العامة ليزا دوس سانتوس التحقيق بأنه “صادم”، وقالت إنه لا يُعقل أن يكون شخص مطلوباً للعدالة ويحصل في الوقت نفسه على الخدمات من مؤسسات الدولة كما لو كان مواطناً عادياً.
الجمعية الثقافية اللبنانية في مالمو تعلن إيقاف الشيخ سامي التميمي عن مهامه، بعد إشادته بأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل قبل أسابيع. الجمعية قالت في بيان صحفي أن الإمام تصرف بطريقة لا تمثل الجمعية، لافتة إلى أن الخطب يجب “أن تتماشى مع قيم الجمعية، والتي تشمل الالتزام بالسلام والديمقراطية وسيادة القانون”. وأوضحت أن مجلس إدارة الجمعية، قرر منع التميمي من إلقاء خطبة الجمعة أو إمامة أي صلاة حتى إشعار آخر. كما أعلنت الجمعية أنها تعتزم توفير برامج تدريبية للأئمة لضمان أن تكون خطبهم متوافقة مع قيم الجمعية وأهدافها. وكان التلفزيون السويدي نشر تسجيلاً مسرباً من داخل الجمعية يظهر فيه التميمي وهو يصف نصر الله بأنه “شهيد” و”رجل حكيم ذو أخلاق عالية”. وبرر التميمي لاحقاً بأنه لم يكن على علم بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية في الاتحاد الأوروبي، وأن إشادته جاءت تقديراً لمكانة نصر الله ضمن الطائفة الشيعية.