الكومبس – أخبار السويد: أكد وزير الاندماج وسوق العمل السويدي، ماتس بيرشون سعي الحكومة إلى تشديد المتطلبات المتعلقة بالقيم السويدية، وربط الحصول على الإقامة الدائمة في السويد مستقبلاً بالتزام القادمين الجدد بالقيم الليبرالية السويدية.

وقال الوزير في مقابلة مع صحيفة إكسبريسن “للحصول على الإقامة الدائمة في المستقبل، يجب إثبات إتقان اللغة السويدية ودعم القيم الليبرالية”. وأضاف “يمكنك أن تعتنق أي دين تريده وأن تتحدث أي لغة تريدها في المنزل، ولكن يجب أن نكون واضحين منذ اليوم الأول بأن أي شخص يأتي إلى هنا يحتاج إلى دعم وجهات نظرنا بشأن الجنس وتربية الأطفال وحقوق المرأة وحقوق المثليين وما إلى ذلك.”

وتطرق بيرشون إلى “مقياس الاندماج” الذي قررت الحكومة إطلاقه قبل أشهر، وهو نظام سنوي لرصد القيم الثقافية للقادمين الجدد. واعتبر أن معرفة الفروق القيمية بين المهاجرين والمجتمع السويدي ستساعد الحكومة على صياغة سياسات أكثر دقة وفعالية لمواجهة التحديات وتعزيز المساواة.

جرائم الاغتصاب والخلفية المهاجرة

وخصص قسم رئيسي من المقابلة، للحديث عن دراسة حديثة من جامعة لوند كشفت أن 63 بالمئة من المدانين بجرائم الاغتصاب في السويد بين عامي 2000 و2020 هم من مواليد دول أجنبية أو من أبوين مهاجرين. ووفقاً للدراسة، فإن الرجال الذين قضوا فترة قصيرة في السويد كانوا أكثر عرضة للإدانة، وأنه كلما طالت فترة الإقامة في السويد انخفض خطر ارتكاب جريمة اغتصاب.

كما أشارت إلى إحصائيات سابقة بين عامي 2000 و2015، كشفت أن نصف المدانين ولدوا خارج السويد، وأن 34.5 بالمئة منهم هم من أصول شرق أوسطية وشمال إفريقية، يليهم 19.1 بالمئة من إفريقيا جنوب الصحراء، و15 بالمئة من أوروبا الشرقية.

عقوبات مشددة وبرامج تعليمية إلزامية

وحول هذه الأرقام، أكد بيرشون أهمية الخطط الحكومية لتشديد العقوبات على جرائم الاغتصاب، بالإضافة إلى ترحيل المدانين في الجرائم الجنسية الخطيرة، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات صارمة لمواجهة هذه المشكلة.

كما أشار إلى أهمية الدورات التعليمية لمواجهة جرائم الاغتصاب. ولفت إلى أن الحكومة أقرت برنامج إلزامي للقادمين الجدد لتعريفهم بالقيم السويدية من خلال دورات واختبارات إلزامية، تركّز بشكل أكبر على القيم الليبرالية، حقوق المرأة، قضايا العنف المرتبط بالشرف، وأيضاً المسائل الجنسية.

وقال “لا يمكن إنكار أن القيم الثقافية تلعب دوراً مهماً. الرجال الذين نشأوا في مجتمعات أبوية لا تؤمن بالمساواة كما هو الحال في السويد الليبرالية، يشكلون جزءاً من هذا التحدي”.

وأضاف “سنضمن أن يفهم القادمون الجدد القيم السائدة في السويد من خلال اختبارات، وهدفنا هو بناء مجتمع أكثر أماناً وعدلاً”.

وأكد بيرشون احتمال أن تستهدف الدورات التعليمية بشكل أكبر “المجموعات التي تأتي من مناطق حيث وجهة النظر بشأن المساواة بين الجنسين مختلفة للغاية”.