هذه هي رئيسة أكبر جمعية إسلامية في السويد!

: 6/29/23, 7:14 PM
Updated: 7/3/23, 11:24 AM
زينب المراكشي رئيسة جمعية ابن رشد
Foto: Privat
زينب المراكشي رئيسة جمعية ابن رشد Foto: Privat

الكومبس – خاص: قبل حوالي الأسبوعين تقريبا، تم انتخاب، زينب المراكشي، رئيسة لجمعية “ابن رشد”، إحدى أكبر الجمعيات في السويد ذات التوجه الاسلامي. فمن هي زينب المراكشي؟ وكيف تم انتخابها لهذا المنصب وما هو ردها على وابل الانتقادات الذي تتعرض له الجمعية؟

زينب المراكشي، وكما يوحي الأسم، هي من أصول مغربية ولكها عاشت الجزء الأكبر من حياتها في السويد، بالتحديد في منطقة سودرمالم (Södermalm) في ستوكهولم. ولدت زينب في السويد غير أنها في عمر الخامسة انتقلت الى المغرب مع عائلتها لتدرس المرحلة الابتدائية هناك ولتتلقى دروسا دينية من عمر صغير.

كانت العائلة تتردد كل صيف على السويد، وكانت لديها علاقات وطيدة بالجمعيات الإسلامية فيها وعندما اكملت زينب المرحلة الابتدائية وبالتحديد في العام 2000 انتقلت أسرة زينب لتستقر في السويد.

وفي حديثنا معها، وصفت زينب الانتقال بين الدولتين كالتالي: “كان من الممتع الانتماء إلى دولتين مختلفتين ومجتمعين مختلفين ولغتين مختلفتين وثقافتين مختلفتين. اعتقدت أنه كان أمر جميل ومثري في نفس الوقت”.

الاختلاف بين المغرب والسويد يتمثل في كثير من الأوجه ومن بينهم كيف تدار هذه الجمعيات أو الحلقات التي تقدم محتوى تعليمي خارج نطاق المدارس الرسمية.

“في المغرب لا يتم تمويل أو تنظيم هذه الحلقات من قبل الدولة، بل تتم إدارتها من قبل جهات خاصة بحيث يكون هناك دورات دراسية مختلفة يديرها أشخاص لديهم مصالح أو أفراد عاديون يمولون أنفسهم. لكن الفريد في السويد أن يكون هذا النوع من التعليم ممول من قبل الدولة”.

رحلة زينب في مجال الجمعيات التعليمية أو ما يعرف بالـStudieförbund بدأت منذ الطفولة، حيث كانت تشارك في حلقات تنظمها الرابطة الإسلامية وبعد التخرج من الثانوية، أصبحت زينب ناشطة في الحركة الشبابية والحركة النسائية داخل الرابطة، وبعد ذلك تم اقتراحها أن تكون عضواً في مجلس إدارة الرابطة ومنها كعضو في مجلس إدارة ابن رشد.

“وتقول: “كنا مجموعة من الفتيات اللواتي كان لديهن حلقة دراسية. كنا نناقش الإسلام ونقوي هويتنا الاسلامية، ولكن كان هناك أيضًا الكثير من القضايا الاجتماعية وكانت هناك فترة تحدثنا فيها كثيرًا عن حقوق المرأة المسلمة وعندما جاء الوقت لندخل سوق العمل أصبح موضوع حقوق المرأة المسلمة في سوق العمل أكثر أهمية. لقد جمعنا بعضنا البعض”.

وأثناء دراستها للهندسة في المعهد الملكي للتكنولوجيا انشأت زينب رابطة للطلبة المسلمين في المعهد.

لماذا هو من المهم أن يكون هناك جمعيات دراسية لها علاقة بدين معين ، على سبيل المثال الإسلام؟

أعتقد أن هناك إمكانات هائلة داخل التجمعات الدينية. هناك تعبئة ضخمة. هناك مصدر هائل للمعرفة داخل هذه التجمعات. بالنسبة لي من البديهي أن يتم تمويل التجمعات والانتماءات الدينية أيضًا. من واجبنا نحن كمسلمين أن نتعرف باستمرار على ديننا، وفي السويد فإن القدرة على ممارسته مدرجة تحت حرية الدين.

وكيف تردين على الانتقادات بأن أموال الضرائب تمول النشاطات الترفيهية وأن الجمعيات الدينية لا تندرج في هذا الإطار ولكنها في نفس الوقت تتلقى دعمًا من أموال الضرائب؟

هنا أريد التنويه إلى أن الحلقات الدراسية هي طوعية، لذلك حتى لو كان الدين مسألة خاصة، فمن الطوعي أيضًا أن تكون قادرًا على المشاركة في حلقات دراسية وأن تكون قادرًا على مقابلة أفراد آخرين من نفس الديانة لغرض التطور. لا يمكننا تجاهل حقيقة أن هناك الكثير من المسلمين في السويد اليوم، وأن هؤلاء الناس ينتمون إلى مساجد مختلفة و إنهم ينتمون إلى تجمعات مختلفة وأن هناك إمكانات كبيرة وهائلة بين النساء، الرجال، وبين كبار السن.

أعتقد أنه من الفشل الديمقراطي عدم تمويل التعليم العام داخل تلك الحركات، لأن هناك جهات فاعلة اجتماعية مهمة بحاجة إلى التمويل حتى تتمكن أيضًا من تطوير تجمعاتها الدينية.

وتابعت: يستفيد المجتمع من وصول الجمعيات الدينية إلى التعليم العام للمساهمة في تطوير الأفكار والتوجيه المجتمعي لأنها تتحمل مسؤولية اجتماعية كبيرة للأشخاص الذين يسعون إلى الإرشاد الديني ولأنها تتحمل تلك الجمعيات مسؤولية منظمة بصفتها فاعلة في المجتمع وقضايا الرعاية الاجتماعية والاستعداد للأزمات. وهي المسؤولية التي لا يمكن ملؤها من قبل الممثلين الآخرين.

وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة لحلقات تعليم القرآن في الجمعيات التعليمية في السويد ووصفها بأنها تلقن الأطفال الدين تلقيناً، حيث ينوه النقاد إلى أنه يُسمح باستخدام أموال الضرائب في تعليم دين معين ولكن استخدام هذه الأموال في المساهمة لممارسته هو شيء آخر، تعلق رئيسة الجمعية الإسلامية كالتالي:

“يمكن للآباء تعليم أطفالهم ممارسة رياضة معينة أو اتباع نظام غذائي معين، بالنسبة لي هي صور مختلفة لنفس الغاية. الشيء الأكثر أهمية هو أن يكون لدى الطفل ممثلين اجتماعيين مفيدين وأن يطور هؤلاء الأشخاص قيمًا جيدة، وأن يقابل الأطفال أفرادًا آخرين”.

ولكن هناك توجه ديني أو سياسي أحيانا في هذه الحلقات لا يمكن مقارنته بالرياضة او النظام الغذائي؟

لا أعتقد أن هناك فرقًا كبيرًا بين الرياضة والدين أو النظام الغذائي من ناحية القيم أو وجهة النظر الإنسانية. أعتقد أن لدي إيمانًا قويًا بالبالغين الذين يختارون إنجاب الأطفال أنهم يمكنهم تربية أطفالهم ليكونوا مواطنين صالحين وأن يفعلوا ذلك بغض النظر إذا كان في جانب ديني أو علماني أو جانب رياضي. في واقع الأمر أعتقد أن لدينا مجتمع يخاف من التطرق لدين وخاصة الإسلام وأعتقد أن هذا يرجع بشكل كبير للجهل بالإسلام و الجهل حول كيفية عيش المسلمين.

وفي ما يتعلق بالمناخ السياسي الذي تصفه بالمخيف وعن مدى جاهزيتها لمواجهته قالت زينب المراكشي:

أشعر أنني مجهزة جيدًا بالمهارات والخبرات لأكون قادرة على الاستجابة لهذا المناخ. لم يعد بإمكاننا التملص من حقيقة أن هناك عددا كبيرا جدًا من المسلمين في السويد وأن المسلمين بحاجة إلى الاستمرار في الوجود وحتى يتمكنوا من ذلك يجب عليهم تنظيم أنفسهم في جمعيات ليكونوا قادرين على تكوين شعب.

ما هي نصائحك للنساء من نفس الخلفية اللواتي يحلمن أن يتولوا مناصب قيادية يوما ما؟

أعتقد أن أهم شيء هو أن يفعل الشخص الشيء الذي يستمتع به، الشغف مهم للغاية. وسأقول أيضًا هذا الشيء الكلاسيكي المتمثل في الإيمان بنفسك، نحن النساء مع الأسف كثيراً ما نكون ناقدين لانفسنا. ولكن الأهم من ذلك هو أنك لست مضطرًا لأن تكون في سن معينة لتتولى منصب معين، يمكنك أن تصبح رئيسًا في سن الـ24 عامًا ، ولكن يمكنك أن تصبح رئيسًا عندما تبلغ 64 عامًا. يأتي كل شيء في وقته عندما تشعر أنك مستعد له وأخيراً طلب المساعدة وأن يكون الشخص متواضعاً ليسأل عند عدم فهمه شيء ما واستخدام خبرات الآخرين.

الجدير ذكره، أن نشاط زينب المراكشي، في مجال الجمعيات والحلقات الدراسية هو نشاط تطوعي. زينب حاصلة في الأساس على ماجيستير في مجال الهندسة المدنية في مادة الكيمياء وتعمل كمدرسة للمرحلة الثانوية في مادتي الكيمياء والرياضيات.

أما في أوقات فراغها فتفضل الرئيسة الجديدة لجمعية ابن رشد، القراءة وتطوير الذات عن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو أن “تضيع وقتها على مشاهدة الـNetflix”، حسب تعبيرها ومع ذلك تجد مراكشية ستوكهولم الوقت لهوايتها الأولى، ألا وهي الابحار الشراعي.

“أنا حقا شخص يحب الحياة. أحب أن أضحك وأحب أن أمتع نفسي كثيرًا. أحب قضاء الوقت مع عائلتي ومع أصدقائي ولدي اهتمام كبير بالقوارب والإبحار لذا فأنا مع شبكة من النساء اللواتي يستمتعن بالإبحار والقوارب السريعة في أوقات فراغهن. عادة ما أخرج مع الأصدقاء وأبحر. لقد أبحرت في أرخبيل ستوكهولم وأبحرت إلى خارج السويد على سبيل المثال في القناة الإنجليزية. ومنذ أسبوعين فقط أبحرت خلال بحر البلطيق بأكمله متجهة إلى ستوكهولم.

هديل إبراهيم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.