الكومبس – أخبار السويد: نشرت صحيفة (داغينز اي تي سي) السويدية، تقريرا عن عائلة فلسطينية فرت من الضفة الغربية إلى السويد بحثاً عن الآمن
وحسب التقرير، فقد عاشت هذه العائلة لمدة 13 عامًا على أمل أن يتمكنوا يومًا ما من تسمية السويد وطنهم.
وحتى الآن حصلت العائلة على 8 قرارات رفض من مصلحة الهجرة للإقامة في السويد
رائد الخوري الذي كان يعمل كهربائي وزوجته فيكتوريا التي عملت مصففة شعر يعيشان في شقة في نورشوبينغ مع عائلة سورية، جاءت العائلتان إلى السويد في نفس الوقت تقريبًا من عام 2011. ولكن في حين أن لدى أفراد العائلة الثانية الآن عمل وجنسية سويدية، تلقت الأخرى مؤخرًا رفضها الثامن.
قدمت العائلة الفلسطينية طلبات لجوء متعددة ويجب أن تمر أربع سنوات بين كل مرة.
لم يكن هناك الكثير من الأمان، الذي أراد رائد فيكتوريا الخوري توفيرهما لأطفالهما عندما غادروا الضفة الغربية في عام 2011. وقد غادر الأبناء الثلاثة الأكبر إلى إيطاليا في ديسمبر 2022. بعد أن بلغوا جميعًا 18 عامًا، حيث لم يُسمح لهم بالعمل أو الدراسة، فقرروا مغادرة السويد.
وعلى الرغم من السنوات العديدة التي قضتها العائلة في السويد، لم تعتبر مصلحة الهجرة، أن الأسرة أبدًا بحاجة إلى الحماية.
لماذا لا اتمتع بنفس حقوق أصدقائي؟
وعندما تتحدث فيكتوريا عن شعورها بالاحتفال بعيد الميلاد، بعيدًا عن أطفالها الثلاثة الأكبر سناً، لم تعد قادرة على حبس دموعها
من جهته، يقول الأب: “أفكر في أطفالي ومستقبلهم كل ليلة عندما أذهب للنوم. كل يوم، صباحاً ومساءً… دائماً”.
ويقول ابنها جيورجيوس الخوري: “أتساءل، لماذا لا أتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها أصدقائي؟ آخرون يتواصلون اجتماعيًا ويقضون وقتًا ممتعًا مع عائلاتهم في عطلة نهاية الأسبوع. لكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك”.
يفتقد جورجيوس إخوته الأكبر منه. لقد فعلوا كل شيء معًا، ذهبوا إلى صالة الألعاب الرياضية، وخرجوا سوية، وتناولوا الطعام، وكل الأمور الجميلة التي يعملها الأشقاء مع بعضهم البعض.
هربنا بحثاً عن الامن لأطفالنا
وتنتمي عائلة الخوري إلى الأقلية المسيحية الفلسطينية، التي تشكل حوالي 2% من سكان الضفة الغربية. كانت الأسرة تعيش حياة جيدة وهادئة، ولكن عندما بدأ شقيق فيكتوريا بعلاقة مع امرأة من عائلة مسلمة كبيرة ومحافظة، انقلب كل شيء رأسًا على عقب.
وبحسب فيكتوريا، فإن شقيقها والمرأة المسلمة كانا يحبان بعضهما البعض ويريدان الزواج. لكن عائلتها قالت لا لذلك، وعندما اكتشفوا أنها حامل، قتلها والدها وشقيقها.
وبعد ذلك، بدأ أحد أقارب المرأة المقتولة، والذي يعمل في الشرطة، بتهديد فيكتوريا وبناتها، اللتين كان عمرهما آنذاك 10 و14 عامًا.
ولا تعرف فيكتوريا الخوري هل كان الهدف تزويج البنات داخل العائلة أم قتلهن، أي الثأر. وفي كلتا الحالتين، فقد حان الوقت بالنسبة لها ولزوجها لمغادرة فلسطين.
سافروا من الأردن إلى السويد، وكانت توقعاتهم مختلفة عن الحياة الجديدة وتقول فيكتوريا: “لم نعتقد أن الأمر سيكون بهذه الصعوبة”.
وفي 30 أكتوبر الماضي، جاء الرفض الأخير من مصلحة الهجرة وعندما جاء الرفض، كانت حرب إسرائيل في غزة مستمرة منذ 24 يوما، وقد أحدثت ضجة في الضفة الغربية. لكن ذلك لم يلعب دورا في تغير موقف الهجرة.
يقول أحد معارفهم وهو مدرس الرياضيات والتكنولوجيا، عدنان زندار، الذي جاء إلى السويد كلاجئ أيضا في عام 1989.
“كنت أعرف العائلة من قبل. ولم يكن لدي أي فكرة أنهم ما زالوا بعد هذه السنوات في نفس الوضع. هذه عائلة قوية جدًا، ورجلها قوي”.
وتابع: “هذا يجعلني حزينًا وغاضبًا. وأشعر بالدهشة لعدم قدرتي على فعل أي شيء”.
لا عمل ولا دخل
في السويد، لا تملك الأسرة،أي شيء، فلا شقة خاصة بها، ولا عمل، ولا دخل سوى ما يقرب من 5000 كرون، كتعويضات لأطفالها الصغار.
تقول فيكتوريا: “لماذا نبقى هنا إذا لم نكن بحاجة إلى الحماية؟ لا يمكن تصور العودة. لقد هربنا حفاظًا على حياة الأطفال”.
ومؤخرًا، تم منح العائلة AT-UND، أي تصاريح العمل، لأول مرة. ويعتبر منحه استثناءً للقاعدة الأساسية التي تنص على أنه لا ينبغي السماح للشخص الذي يخضع لعملية اللجوء بالعمل.
وسيبدأ الأب رائد، العمل في أحد مطاعم المدينة بعد عيد رأس السنة، في حين يجب على فيكتوريا التسجيل لدى دائرة التوظيف العامة السويدية “مكتب العمل”.
كان الأبن جورجيوس الخوري في الرابعة من عمره عندما جاء إلى السويد. ليس لديه أي ذكريات على الإطلاق عن سنواته الأولى في الضفة الغربية. طعامه المفضل هو كرات اللحم والمعكرونة مع الكاتشب. ولكن وفقًا لمجلس مصلحةالهجرة ومحكمة الهجرة، فإن علاقته في المقام الأول بوالديه، وليس بالسويد كدولة. ولذلك فإن ترحيله إلى الضفة الغربية لن يكون مخالفاً للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
يتحدث جورجيوس العربية، لكنه لا يستطيع القراءة والكتابة باللغة الأصلية لوالديه. في حين يتقن اللغة السويدية قراءة وكتابة وتحدث.
ويقول للصحيفة: “إذا لم أكن سويدياً، فمن أنا؟”.
وتسأله عما إذا كان يود المغادرة كأخوته فقال:
“لا، أريد البقاء في لينشوبينغ. أريد أن أدرس في الجامعة هنا، وأن أكون قريبًا من عائلتي”.
منذ 7 أكتوبر، تتابع فيكتوريا ورائد الخوري الأخبار بقدر ما يستطيعان. إنهما يريدون معرفة ما يحدث في غزة والضفة الغربية.
تقول فيكتوريا: “لكن في بعض الأحيان نقوم بإيقاف تشغيل التلفزيون”.
فقد وُصِف الوضع في غزة بأنه كارثة إنسانية لا يمكن تصورها، كما أن العنف المميت في الضفة الغربية آخذ في التزايد.
ماذا تقول مصلحة الهجرة؟
في 10 أكتوبر قررت مصلحة الهجرة السويدية وقف التنفيذ مؤقتًا لعمليات الترحيل إلى غزة، في نفس الوقت الذي كتبت فيه أن هناك “خطرًا كبيرًا من أن يكون الصراع في غزة واسع النطاق وطويل الأمد”.
وبالفعل لم يتم تنفيذ أي عمليات ترحيل إلى الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي
وفي هذا الإطار تقول، كاتارينا ريمريس أكسلسون، المسؤولة الصحفية في مصلحة الهجرة السويدية: “مثل هذا الإجراء هو حل طارئ عندما يتغير الوضع الأمني بسرعة. لا يزال من الممكن اتخاذ القرارات، لكن لا يمكن تنفيذها”.
وحول متى ستقوم مصلحة الهجرة السويدية بإجراء تقييم جديد لاحتياجات الحماية للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية؟
قالت: “لا أجرؤ على الإجابة على ذلك”.
وإلى أن يتم هذا، فإن الوضع الراهن هو السائد بالنسبة للكثيرين، أي لم يغير مجلس الهجرة تقييمه للوضع الأمني سوى القول بأنه من غير الممكن ترحيل الأشخاص إلى غزة، وهو أمر كان من المستحيل القيام به بالقوة بالنسبة للكثيرين.
منذ عام 2011، وعائلة الخوري عالقة في الدوامة نفسها، الأمل (بعد تقديم طلب لجوء أو استئناف جديد)، واليأس (بعد الرفض)، ومن ثم الاستسلام (بعد استنفاد كل إمكانيات الحصول على الحماية).
تقول فيكتوريا: “نشعر بأننا لا قيمة لنا..نريد أن يحصل أطفالنا على مكان آمن للعيش فيه”
المصدر: www.etc.se