الكومبس- خاص: عوض منصور طبيب عيون مختص جاء إلى السويد العام 2015، ورغم محاولاته تعديل شهادته فإنه لم يتمكن من ممارسة مهنته التي زاولها مدة 15 عاماً في سوريا. في حين تشكو السويد من نقص في الأطباء والكادر الطبي عموماً.
بادر الطبيب عوض فور وصوله إلى تعلم اللغة السويدية بشكل شخصي لإدراكه بأهمية إتقان اللغة في سبيل معادلة شهادته الطبية.
وبعد اجتيازه بنجاح المراحل الثلاث الأساسية المطلوبة لمعادلة الشهادة، فوجئ عوض بصعوبة الامتحان الطبي الجديد. وفي العام 2015 تم تعديل آلية تعديل شهادات الأطباء القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي لتصبح أكثر تعقيداً. النظام الجديد المعروف باسم “kunskapsprov” حل محل النظام القديم “provtjänstgöring”، وهو ما زاد من التحديات أمام الأطباء المهاجرين.
يقول عوض في مقابلة للكومبس من لوند “الأسئلة في الامتحان تعتمد على الممارسات الطبية السائدة في السويد وهي مصممة بحيث يكون لدى المتقدم خبرة عملية في النظام الصحي السويدي وهو أمر صعب على الأطباء القادمين من الخارج”.
“تناقض في آلية الامتحان”
ويضيف “إذا كنت لا أعمل هنا طبيباً ولا أملك خبرة في النظام الصحي السويدي كيف لي أن أختار الإجابة الصحيحة بين ثلاث خيارات تعتمد كلها على نظام العلاج المتبع في السويد؟”. هذه المشكلة ليست مقتصرة علي بل يعاني منها كثير من الأطباء الذين يجدون صعوبة في اجتياز هذا الامتحان ما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى البحث عن فرص عمل خارج مجالهم الطبي”.
“لم يقبلوني مساعد ممرض!”
يتحدث عوض عن صعوبة إيجاد أي فرصة عمل في المجال الطبي “طرقت جميع الأبواب بحثاً عن وظيفة في المجال الطبي حتى كمساعد ممرض لكني لم أجد فرصة. أرباب العمل يرفضون الفكرة معتقدين بأنني كطبيب لا يمكن أن أقبل بمثل هذه الوظائف دون أن يعرفوا أنني مضطر لذلك من أجل تعديل شهادتي”.
ورغم النقص الحاد في الكوادر الطبية في السويد، يرى عوض أن الآليات المتبعة لسد هذا النقص غير فعالة. ويقول إن “الحكومة مستعدة لاستقدام أطباء من الاتحاد الأوروبي دون الحاجة لتعلم اللغة السويدية، بينما تتجاهل الأطباء المقيمين في السويد الذين يجيدون اللغة وهم متاحون للعمل”.
ما الحل؟
يرى الطبيب عوض أن العودة إلى النظام القديم “provtjänstgöring” أو إيجاد آليات جديدة تتيح للأطباء العمل كمتدربين أو مساعدي أطباء داخل النظام الصحي السويدي قد تكون أكثر فعالية. ويضيف “بهذا الشكل يمكننا التعرف على طريقة العمل في السويد واجتياز الامتحان بنجاح”.
ويتابع “الاعتماد على الدراسة فقط دون تجربة عملية أشبه بأن تلقي سباحاً ماهراً في بحر هائج وتقول له تدبر أمرك”.
لا استفادة من طاقات المهاجرين
وكان تقرير صادر عن مؤسسة Lighthouse Reports كشف أن السويد أصبحت ثاني أسوأ دولة في أوروبا بعد اليونان في الاستفادة من مؤهلات المهاجرين الحاصلين على شهادات جامعية، ما يكلف البلاد ملايين الكرونات سنوياً، وفقاً لخبير اقتصادي.
وذكر التقرير أن المهاجرين الحاصلين على تعليم جامعي هم أكثر عرضة للبطالة بأربعة أضعاف من نظرائهم المولودين داخل السويد، رغم أن العديد من المهاجرين مؤهلون لشغل الوظائف.
وتصل نسبة العاطلين عن العمل من حملة الشهادات من المهاجرين إلى 8.14 بالمئة، فيما هي بالنسبة للمولودين في السويد 2.08 بالمائة.
شاهد أعلاه طبيب العيون عوض منصور يتحدث للكومبس عن معاناته وكثير من الأطباء المهاجرين مع النظام الجديد
شادي فرح