الكومبس- خاص: “ظننت أن الأصفار التي أراها مجرد خطأ، لم أصدق عيناي عندما فتحت الصفحة الخاصة بي على موقع مصلحة الضرائب”.. هذا ما قاله علي (اسم مستعار) الذي يعمل طبيباً في مدينة يوتيبوري، وهو يروي قصة “لن ينساها أبداً” مع التصريح الضريبي.
يعمل علي منذ نحو 5 أعوام في إحدى المستوصفات الحكومية التي تديرها شركة (Närhälsan) في مدينة يوتيبوري، وخلال العام 2021 قرر أن يعمل بشكل إضافي في الفترات المسائية في أحد المراكز الخاصة بإعطاء لقاح كورونا ليكتسب خبرة إضافية ولتوفير بعض المال من أجل شؤون عائلية. يوضح علي “كان يوم العمل الخاص بي يبدأ من السابعة صباحاً، وينتهي في المستوصف الساعة الرابعة، ثم أذهب بعدها إلى المركز الخاص من أجل متابعة العمل الإضافي، ولم أكن أعود لمنزلي حتى الساعة 9 مساء كل يوم”.
استمر علي الذي يبلغ من العمر 38 عاماً بدمج العملين مع بعضهما نحو أربعة أشهر وقبل البدء بالعمل الإضافي تأكد أن هذا العمل لن يؤثر على كفاءة عمله الأول، وأخبر مديره بالأمر. بقول علي “يحق لأي رب عمل أن يرفض طلب العامل بالالتحاق بعمل إضافي في حال كان يوثر على عمله الحالي، وذلك كجزء من قانون الـBisysslor الذي يكون موضحاً في كل عقد توظيف، وبالنسبة لحالتي لم يمانع مدير المستوصف الحكومي الذي أعمل فيه التحاقي بهذا العمل الإضافي في المركز الخاص على اعتبار أنه خارج أوقات الدوام الرسمي وسيعزز خبرتي الطبية في مجال مشابه أعمل به ضمن المستوصف”.
العمل في قطاع خاص وحكومي معاً
في الإقرار الضريبي الذي تلقاه علي العام 2022 وفوجئ علي بأن عليه ضريبة يجب أن يدفعها بقمية 41 ألفاً و200 كرون. يقول علي “تواصلت على الفور مع مصلحة الضرائب من أجل الاستفسار عن سبب هذا الرقم المرتفع الذي يجب عليّ دفعه، فأخبرني أحد المسؤولين أنه كان يتوجب عليّ أن أخبر رب العمل الثاني بأن بخصم ضريبة إضافية لأنني عملت مع مركز طبي خاص وليس حكومياً، ولو أنني عملت بشكل إضافي ضمن مركز حكومي يقع ضمن مقاطعة فيسترا يوتالاند لكانت مصلحة الضرائب اقتطعت الضريبة الصحيحة بشكل آلي”.
وأخبرته مصلحة الضرائب بأنه يمكن أن يقسّط هذا المبلغ على دفعات كل شهر، من أجل تسهيل عملية الدفع. ويضيف علي “شعرت بالحزن عندما وجدت نفسي مرغماً على دفع ما قمت بادخاره لعده سنوات بسبب عمل إضافي كنت أرغب بتوفير المال منه فدفعت كل ما عملت به تقريباً”.
تسلم علي أمس التصريح الضريبي لهذا العام، وأظهر أن مصلحة الضرائب ستعيد له مبلغاً قدره 3500 كرون. وقال إنه منذ تلك الحادثة يحرص على التأكد من كافة القوانين التي تحكم كيفية خصم الضريبة في السويد، إلا أنه لم يعمل في أي عمل إضافي منذ ذلك الحين.
يذكر أن مصلحة الضرائب بدأت منذ مطلع الأسبوع الحالي إرسال التصريح الضريبي لسكان البلاد، وفي حين تسلم كثيرون تصريحهم على البريد الرقمي فإن بعض الأشخاص لا يزالون ينتظرون أن يصلهم التصريح الضريبي خلال هذه الفترة.
راما الشعباني
يوتيبوري