مسؤول شرطة سويدي يوجّه رسالة ضد حرق المصحف: يجب أن يتحرك الرأي العام

: 3/9/23, 10:19 AM
Updated: 3/10/23, 10:24 AM
مفوض شرطة الاندماج أولف بوستروم 
Foto: Thomas Johansson /
مفوض شرطة الاندماج أولف بوستروم Foto: Thomas Johansson /

دعا لمحاكمة بالودان واعتبار حرق المصحف جريمة تحريض

أفعال بالودان أحدثت ضرراً وأساءت لسمعة السويد

أهمية تعزيز الثقة والاحترام بين الشرطة والمجتمع

الكومبس – خاص: وجّه مسؤول شرطة الاندماج في يوتيبوري أولف بوستروم قبل أيام رسالة مفتوحة إلى المحكمة العليا، ووزير العدل غونار سترومر، والمدعية العامة بيترا لوندا، ورئيس الشرطة الوطنية أندش تورنبيري، يطالب فيها بإحالة موضوع حرق المصحف إلى المحكمة. ودعا في رسالته إلى اعتبار فعل اليميني المتطرف راسموس بالودان جريمة تحريض ضد مجموعة من الناس، و تجريم هذه الأفعال التي ألحقت الضرر بسمعة السويد.

وقال بوستروم في حوار لـ”الكومبس” إن هدفه من الرسالة تحريك قضية ضد بالودان، مؤكداً أن الرسالة المفتوحة ليست فقط لوزير العدل والمحكمة العليا وسلطة المدعي العام ورئيس الشرطة الوطنية، بل لجميع الناس في جميع أنحاء السويد من أجل تشكيل رأي عام حول القضية.

ومن ضمن ما جاء في رسالة بوستروم “لا يمكن للسويد أن تتوقف عند حقيقة أن المدعين العامين فقط هم من يمكنهم أن يقرروا أن حرق المصحف لا يشكل جريمة “التحريض ضد مجموعة من الناس”. ويعتقد أنه يجب السماح للمحكمة بالنظر في القضية.

ويشعر ضابط الشرطة الذي عمل لمدة 20 عاماً في الضواحي، بالقلق من أن منتقدي الإسلام يختارون حرق المصاحف ويلحقون الضرر بصورة البلاد.

الكومبس تواصلت مع الضابط أولف بوستروم. ودار هذا الحوار:

الكومبس: ماذا تعني شرطة الاندماج وما طبيعة عملها؟ 

تعتمد مهمتي على العمل من أجل تأسيس شبكة ثقة. عندما بدأت أفواج من اللاجئين والمهاجرين في الوصول إلى السويد، في التسعينات، على نطاق أوسع من قبل. لاحظ أحد مفوضي الشرطة في منطقة Angered ، التابعة ليوتيبوري، واسمه ستيغ أرني غولبراند، نشاطا متزايدا لتأسيس جمعيات ومؤسسات دينية وعرقية.

مدينة يوتيبوري تضم 184 جنسية مختلفة، وهذا يعني أن العالم كله موجود هنا في عندنا في يوتيبوري، وهناك لغات وثقافات وتقاليد وأديان وطوائف وتقاليد مختلفة. 

قد تكون أيضا انتقلت إلى السويد، ولكن تجد في نفس المبنى خصما لك من بلدك الأم. لذلك هناك إمكانية وقوع صراعات. هذا المفوض لاحظ أيضاً عدم وجود أي زيارات أو تواصل بين عناصر الشرطة وبين الجمعيات. وكان من الضروري للغاية التواصل لاطلاعهم على عمل الشرطة وقوانين البلاد. ومن هنا جاءت فكرة ابتكار مجموعة الاندماج في الشرطة. والتي تشبه إلى حد كبير شرطة الحي، وإن كانت في الغالب موجهة للمهاجرين. 

بمرور الوقت، رأينا أين تتركز الاحتياجات، لخلق الثقة والاحترام مع المواطنين بغض النظر إذا كنت سويديًا عرقيًا أو أتيت من بلد آخر. الأمر يتعلق بالثقة والاحترام وحيث يمكننا بناء بلد جيد بشكل مشترك، مع الحفاظ معاً على الحريات والحقوق والالتزامات التي تخصنا جميعًا. 

الكومبس: أي أن الفكرة ولدت في التسعينيات؟

نعم ولدت فكرة شرطة الاندماج في التسعينات، وتأسست في العام 1997. 

الكومبس: هل أنت أول عناصرها؟

كان أول عناصرها المفوض ستيغ أرني غولبراند ثم أصبح القسم يتألف من عدة أشخاص، تقاعد اثنان، والآخرون يعملون في أماكن أخرى. عمليا أنا الوحيد المتبقي في السويد.  وعادة ما أتوجه إلى الأماكن التي يكون فيها ضيق إجتماعي ومشاكل كبيرة. 

مفوض شرطة الاندماج أولف بوستروم
Foto: Thomas Johansson / TT /

الكومبس: إذا كنت الوحيد الآن في قسم شرطة الاندماج، لماذا تحتاج مثل هذا اللقب؟ ألا يمكنك العمل كضابط شرطة عادي، ولديك نفس النوع من المسؤولية؟ 

هل سبق لك أن رأيت مسلسل الأطفال Pippi Langstrumpf؟ كان هناك ضابطين الأول  Kling  والثاني Klang كانا يشكلان شرطة الحي. كانا يعرفان كل الأشخاص في قريتهم الصغيرة. قبل زمن طويل، كان لدينا شرطة حي في جميع المناطق السكنية. وكانوا يعرفون العائلات والآباء والأطفال، والأقارب والمعلمين في المدرسة واتحادات كرة القدم والجمعيات الثقافية والكنائس. المساجد لم تكن موجودة في ذلك الوقت، ولكن عن طريق الكنائس كانوا يعرفون كل من كان في منطقتهم.  وكل السكان يكنون لهم الاحترام والثقة. 

شيء واحد هو أنه عندما جاء المهاجرون إلى السويد، لم يكن هناك أي شرط لتعلم السويدية، ولكن تعلم الأطفال السويدية بسرعة. وأصبح هناك نوع من الاختلاف بين الآباء وأطفالهم، سابقا عندما كان الأطفال يقومون بعمل غبي، كانت شرطة الحي لا تذهب إلى السوسيال، كانت الشرطة تذهب مباشرة إلى الوالدين ليشرحوا لهم وضع أطفالهم ويراجعوا التزامات الآباء.

الكومبس: لذلك أنت ترى أن العلاقات الاجتماعية المباشرة تلعب دورا مهما في ظل الظروف الجديدة؟

الجواب المباشر نعم .

الكومبس: ما هي الدواعي التي جعلتك تكتب الرسالة المفتوحة؟ من أين أتت الفكرة؟ 

لقد طرحت على نفسي السؤال في أول استعراض قام به راسموس بالودان هنا في يوتيبوري أعتقد في 26 فبراير 2022. وسألت نفسي لماذا لا نتدخل؟ هو يشعل النار بالمصحف أو باي كتاب آخر مقدس هنا. يشعل النار على الأرض ويستخدم سائل للاشتعال وهلم جرا. بعد كل شيء، أنت وأنا لا نستطيع إشعال النار لكي نشوي النقانق بأي مكان نريده، لذلك يجب الإبلاغ عن الضرر أو عن العواقب.  

مفوض شرطة الاندماج أولف بوستروم
Foto: Thomas Johansson /

الكومبس: ولكن هو لا يملك تصريح بحرق المصحف؟ 

لا، هو استغل حقه حسب الدستور في التظاهر. مثل كل الناس. يمكنك الخروج والتظاهر بالخارج، ما عليك سوى الخروج والوقوف والتعبير عما تراه أو تعتقد أنه صواب أو خطأ. تدرس الشرطة طلب التصريح. وتحقق الشرطة من أن المكان مشغول أو مجاني، وهل يتعارض مع توقيت ما تريد القيام به. وإذا لم يكن هناك أي إشارة إلى مكان آخر غير مشغول. إذا تجاهلت ما قامت الشرطة بتحديده لك وخرجت وتظاهرت على أي حال، فأنت مذنب بارتكاب جريمة إدارية. من جهة أحرى لا يُسمح للشرطة بالسؤال عما إذا كنت يسارًا أو يمينًا، سواء كنت متدينًا أو علمانيًا. يجب ألا تعرقل الشرطة احتجاجاتك بناءً على ما لديك للآراء والأفكار. 

الكومبس: لذلك أنت تركز الآن على الضرر الذي كان يمكن أن يسببه بإشعال النار؟ 

لقد شعرت أن ما قام به أزعج العديد من الناس. لكن بدأت أفكر في كيفية السماح له بإشعال النار. ثم عرفت أن سلطة الشرطة هنا في يوتيبوري قد أبلغته عن التحريض على الناس. لذلك لم يكن من فكرة بالنسبة لي الإبلاغ عن ذلك الوقت. لقد تم بالفعل. لذلك أبلغته عن أضرار لأنه أشعل النار على الأرض، في الأماكن العامة. وخرب الأرضية. كان يمكن أن يصيب كبار السن. عدا عن التوتر الذي أحدثه بين الناس، ليس. فقط المسلمين. غالبية الناس من علمانيين ومسيحيين كانوا ضد هذا العمل اعتقد. فقط 3 أشخاص كانوا مؤيدين له.

حصلنا في يناير على قانون يحظر رمي حتى علكة أو سنوس على الأرض والغرامة 800 كرون.

لذلك أرى ضرورة إثارة قضية ضد بالودان وعلى المدعي العام الأخذ بها، المدعي العام لم يحول أي قضية واحدة ضده إلى المحكمة. ثم اعتقدت أن هذه الطرق في إثارة الكراهية بين الناس مرفوضة، وهي تؤثر على سمعتنا في البلدان الأخرى.

من المؤكد. أنني لا أدعو إلى تقييد حرية التعبير، ولكن لا أريد لأحد أن يستغل هذه الحرية، لذلك أطالب بعرض القضية على المحكمة، أريد اختبار حدود حرية التعبير عبر المحكمة. هل ما فعله راسموس بالودان متوافق مع حرية التعبير أم أنه جريمة تحريض ضد مجموعة عرقية؟ 

الكومبس: هل أنت تشكك بالإجابة؟ أم أنك متأكد من أن هذا تحريض ضد الناس؟ 

لم أكن لأكتب هذه الرسالة المفتوحة إذا لم أكن أنا نفسي غير متأكد من حدود حرية التعبير. لكن من الناحية الأخلاقية وفي قلبي أشعر أن ما قام به في السويد، يتعارض مع القانون. والقانون الذي أوضحته في الرسالة المفتوحة والقانون واضح للغاية. 

مفوض شرطة الاندماج أولف بوستروم

Foto: Thomas Johansson / TT /

الكومبس: إذاً أنت لا تبحث عن إجابات، ولكنك مقتنع وتريد الحصول على قرار من المحكمة؟ وماذا تعتقد أنه سيحدث الآن بعد أن كتبت الرسالة؟ 

نعم، أريد قرار من المحكمة ما سيحدث الآن هو ما يطالب به المدعي العام، قد طلب مني تقديم الحالات التي أرغب في مراجعتها. لقد فعلت ذلك أيضًا. لكنني أطلب من جميع الحالات التي قدمت بها بلاغ ضد بالودان بتهمة التحريض ضد مجموعة من الناس

يجري الآن مكتب المدعي العام وسلطة الشرطة تحقيقًا أوليًا مع جميع الوثائق المتاحة الواردة في استطلاعه لفتح قضية في المحكمة. 

الكومبس: ولكن بعيدا عن لغة القانون، وبكلمات أسهل، ماذا تعتقد إلى أي تغيرات ستؤدي الرسالة ما رأيك كيف ستنتهي الأمور؟ 

إذا كان ذلك يعتمد علي، فإن هذه القضايا هي تحريض يجب رفعها إلى المحكمة. لكن كيف سيعمل مكتب المدعي العام وبعد ذلك كيف تتصرف سلطة الشرطة، أنا غير متأكد تماما. لذلك، هناك حاجة إلى الناس لتشكيل رأي حول هذه الرسالة المفتوحة. 

هذه الرسالة المفتوحة ليست فقط لوزير العدل والمحكمة العليا وسلطة المدعي العام ورئيس الشرطة الوطنية، بل لجميع الناس في جميع أنحاء السويد من أجل تشكيل رأي عام.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.