الكومبس – أخبار السويد: أصدرت محكمة فيكخو السويدية، اليوم، حكمها في قضية مقتل الشابة شهيدة، حيث قضت بالسجن المؤبد على والدها، عزيزو رحمن عزيزي، وبالسجن 16 عاماً على شقيقها، ظفران عزيز عزيزي، بعد إدانتهما بقتلها في جريمة ارتكبت بدافع الشرف.

وبرأت المحكمة الأم من جريمة القتل، رغم أن الادعاء العام طالب بسجنها لفترة بين 12 و15 سنة.

ورأت المحكمة أن دافع الجريمة كان استعادة ما يُسمى “شرف العائلة”، واعتبرت ذلك عاملاً مشدداً عند تحديد العقوبة، خاصة بعد أن أثبتت التحقيقات أن الضحية تزوجت دون موافقة والدها.

وأكدت أن الجريمة تفاقمت خطورتها كونها استهدفت قريبة من الدرجة الأولى كانت في وضع ضعيف وغير محمي، مشيرة إلى أن الضحية خُدعت للذهاب في نزهة بالسيارة، وهناك نُفّذ القتل.

انتقلت إلى الشمال وغيرت اسمها – مصدر الصور: تحقيقات الشرطة

وكانت شهيدة، البالغة من العمر 22 عاماً، قد فرّت إلى مكان سري في شمال السويد بعد أن تعرضت لتهديدات من أسرتها، لكنها عادت إلى منزل العائلة بعد وعود قدمها الوالدان بأنها ستكون في أمان. وبعد أسابيع فقط، عُثر على جثتها محترقة ومخبّأة في غابة قرب بلدة ليسيبو جنوب السويد.

صورة قديمة للضحية مع أفراد أسرتها في نفس الموقع الذي قتلت فيه – مصدر: أفتونبلادت

تحقيقات الشرطة: قتلاها خنقاً بحجابها

وأظهرت التحقيقات أن شهيدة قُتلت خنقاً بحجابها الذي كانت مجبرة على ارتدائه، وفق ما نقلته صحيفتا أفتونبلادت وإكسبريسن. وتوصلت الشرطة إلى أدلة جنائية، بينها آثار الحمض النووي لشقيقها تحت أظافرها وعلى ولاعة عُثر عليها في موقع الجريمة.

واعترف الشقيق إنه خنق شقيقته بناءً على تحريض من والده، وقال “كانت فكرة والدي. كل شيء أصبح أسود أمام عيني.” وأضاف “أنا من قتلت أختي.. أنا من أحرقتها”.

وكشف أن الوالدين كانا يجلسان في السيارة أثناء تنفيذ الجريمة. فيما أنكر الأب أي تورط له، مدعياً أن نجله وزوجته يكذبان.

المحكمة: أدلة لا تدع مجالاً للشك

غير أن المحكمة رأت أن أقوال الابن والأم مدعومة بأدلة تقنية قوية، تشمل تحليلات شاملة لهواتف المتهمين، والتي مكّنت من تتبّع تحركاتهم قبل الجريمة وأثناءها وبعدها. وأكدت المحكمة أن هذه الأدلة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأب شارك في الجريمة ويُعتبر فاعلاً أصلياً.

وبرأت المحكمة الأم لأنه من غير الممكن استبعاد روايتها بأنها حاولت منع الجريمة عندما بدأ الابن عملية الخنق، لكنها مُنعت من ذلك بعدما قام الأب بإخراجها من السيارة وتثبيتها حتى نُفّذت الجريمة.

مع زوجها الذي تزوجته بالسر قبل فترة قصيرة من مقتلها – مصدر الصورة: تحقيقات الشرطة

حياة من القمع.. وهروب نحو الشمال

شهيدة كانت الابنة الوحيدة في الأسرة، وتعرضت منذ سن مبكرة لقيود شديدة من عائلتها. حيث “فُرض عليها الحجاب، ومُنعت من الذهاب إلى النادي أو استخدام المكياج، وأُجبرت على العمل لإعالة الأسرة”، حسب الشهادات التي تضمنها التحقيق، ونشرتها صحيفة إكسبريسن.

كما أبلغت أصدقاءها والسلطات بأن والدها حاول إجبارها على الزواج من قريب لها في أفغانستان، وأبلغت لاحقاً الشرطة عن تعرضها للعنف والتهديدات من والدها، بل واتهمته باغتصابها.

وفي أغسطس 2023، هربت شهيدة من منزل العائلة وطلبت الحماية ، كما قامت بتغيير اسمها إلى “ليما خان”، في محاولة لبدء حياة جديدة أكثر حرية في مدينة بودن شمال البلاد.

خلال رحلة عودتها إلى أسرتها – مصدر الصورة: تحقيقات الشرطة

ادعوا أن والدتها مريضة وأقنعوها بالعودة

ورغم كل ذلك، تمكنت العائلة من إقناعها بالعودة إلى المنزل، مدعية أن والدتها مريضة وأنهم يفتقدونها، كما كشف زوجها خلال التحقيق.

وقال الزوج (22 عاماً)، الذي تزوجته شهيدة بالسر قبل فترة قصيرة من مقتلها، إنها كانت تعتقد بأنها ستتعرض للضرب فقط، ولم تتوقع أن تُقتل.

ولفت إلى أنها اصرت على العودة إلى عائلتها رغم نصائحه ونصائح الخدمات الاجتماعية لها بعدم العودة.

مع زوجها في ألمانيا – مصدر الصور: تحقيقات الشرطة