السويديون في غزة

مسؤول في الخارجية السويدية للكومبس: لا مواطنين من الدرجة الثانية

: 10/25/23, 4:39 PM
Updated: 11/13/23, 3:46 PM
رئيس وحدة الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية
رئيس وحدة الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية

لا يمكننا تقديم المساعدة للعالقين في غزة
رحلة كاملة خرجت من السويد إلى بيروت بعد تحذيرات وزارة الخارجية!
340 مرتبطاً بالسويد في غزة.. و2000 في لبنان

الكومبس – خاص: أكد رئيس وحدة الشؤون القنصلية والمدنية في وزارة الخارجية السويدية سفانتي ليليغرين أن وزارة الخارجية تجد “صعوبة بالغة” في تقديم المساعدة للسويديين العالقين في غزة، مقدراً عدد المرتبطين بالسويد الموجودين في غزة حالياً بـ340 فرداً.

وقال ليليغرين في مقابلة هاتفية مع الكومبس إنه “من المزعج معرفة أن هناك سويدياً يشعر بأنه لا يحظى بالأولوية أو أنه مواطن من الدرجة الثانية”، مؤكداً أن ذلك يتعارض مع كل قيم وزارة الخارجية وطريقة عملها وتفكيرها، ولافتاً إلى أن الوزارة “تعطي الأولوية للأمور بناءً على ما يمكننا القيام به. لا يمكننا مساعدة السويديين على الخروج من غزة”.

وكان عدد ممن قابلتهم الكومبس من العالقين في غزة أو لديهم أقارب عالقون هناك عبّروا عن استيائهم من عدم حصولهم على المساعدة من الخارجية السويدية.

المقابلة مع المسؤول في وزارة الخارجية تطرقت أيضاً إلى الوضع في لبنان، حيث شدد ليليغرين على أهمية الاستجابة للتحذيرات الرسمية. وذكّر بأن السويد وجهت مؤخراً نداء للسويديين الموجودين في لبنان لمغادرة البلاد بسبب تدهور الوضع الأمني هناك، مبدياً استغرابه من خروج رحلة كاملة من أرلاندا إلى بيروت في الأسبوع الأخير بعد تحذيرات وزارة الخارجية.

ما يجري في غزة والضفة الغربية ولبنان والعراق وإسرائيل يؤثر على السويديين هناك، ويثير عدداً من التساؤلات التي تستقبلها الكومبس من جمهورها بشكل يومي. الكومبس طرحت هذه التساؤلات وغيرها مما يتعلق بمطالبة إسرائيل باحترام القانون الدولي، على المسؤول في وزارة الخارجية. كما تطرقت المقابلة إلى تأثير حرق المصحف على صورة السويد وازدياد المخاطر على السويديين خصوصاً بعد هجوم بروكسل الإرهابي الذي أودى بحياة سويديين وإصابة ثالث.

وفي ما يلي نص المقابلة كاملة:

ما هي أنواع الأسئلة التي تتلقونها من المسافرين السويديين في الشرق الأوسط الآن؟

تصلنا أسئلة حول الرحلات إلى مصر. نتلقى أسئلة عن المعبر الحدودي بين غزة ومصر من السويديين الذين لديهم أقارب في غزة. وتأتينا أسئلة عن لبنان.

ماذا تقولون لمن يسأل عن الحدود بين مصر وغزة؟

لا نعرف متى قد يتم فتح الحدود للمواطنين السويديين، ولا نعرف إلى متى ستظل مفتوحة في هذه الحالة أو كيف سيبدو الوضع. نحن نراقب ونتابع وسائل الإعلام ونتحدث مع الزملاء للمراقبة ومحاولة الحصول على أفضل صورة ممكنة.

كم عدد الأشخاص المرتبطين بالسويد الموجودين في غزة الآن؟

آخر رقم لدي كان حوالي 340 شخصاً.

كيف يمكنكم مساعدة هؤلاء الأشخاص العالقين في غزة؟

من الصعب جداً مساعدتهم. أشرنا منذ فترة طويلة إلى حقيقة أننا نجد صعوبة بالغة في مساعدة السويديين في غزة، من خلال التحذير من السفر إلى هناك. ويعني التحذير شيئين: أولهما أن هذا يمكن أن يكون مكاناً خطيرا للإقامة، وثانيهما أننا، أي وزارة الخارجية والسلطة الخارجية المسؤولة (في هذه الحالة القنصلية في القدس)، نجد صعوبة بالغة في تقديم المساعدة. إنها إشارة حادة ومهمة جداً يجب على المرء مراعاتها إذا اختار عدم اتباع التحذير. لكن بما أن الوضع على ما هو عليه في غزة، فإن الإجابة المختصرة هي أنه من الصعب جداً جداً مساعدتهم. نحن نحاول مد الأشخاص الذين نتواصل معهم بالمعلومات. وننشر أوقاتاً حول المعابر الحدودية، لكن هذا ينطبق ذلك بشكل أساسي على الضفة الغربية.

هل يمكن توضيح المزيد عن سبب صعوبة مساعدتهم؟

من الصعب على موظفينا العمل هناك نظراً للوضع الأمني. ليس لدينا مكتب خاص هناك ومن الصعب تقييم الوضع. التحذير في “البيروقراطية السويدية” هو تقييم متوازن لعوامل مختلفة تؤدي في النهاية إلى صدور التحذير أم لا. وأود أن أشير إلى أن التعليمات لها تأثير. من المهم أن يعرف المرء أنه إن كان لديه تأمين سفر، فإن التأمين لا ينطبق في المناطق التي صدر تحذير بشأنها. الخطوة التالية التي قد تصل إليها التعليمات هي الدعوة لمغادرة بلد ما. في حالة مثل لبنان، لدينا تحذير من عدم الذهاب إلى هناك. ومنذ أسبوع، أصبح لدينا أيضاً نداء للسويديين لمغادرة لبنان. هذا يعني أنه ليس على المرء عدم السفر إلى هناك فحسب، بل يجب الخروج من هناك أيضاً إذا كان قد سافر بالفعل، لوجود خطر على الحياة. ولا يوجد حق مطلق في الحصول أو طلب المساعدة في ظل هذه الظروف إذا كانت الدولة قد أشارت بوضوح إلى عدم الذهاب إلى هناك. أعتقد أنه علينا جميعاً المساعدة في إيصال هذه الرسالة إلى الجميع.

هل تعلمون عدد السويديين الموجودين في لبنان الآن؟

أكثر من 2000 شخص. وباعتباري موظفاً حكومياً في وزارة الخارجية، يمكن أن أشعر بالانزعاج الشديد عندما أسمع أن هناك رحلة كاملة من أرلاندا إلى بيروت!

رحلة كاملة من أرلاندا إلى بيروت هذا الأسبوع، تقصد بعد آخر تحديث للتعليمات؟

نعم، بالضبط.

بالنسبة للبعض، يمكن أن يكون الأمر مسألة مالية، فتذكرة الطائرة إلى لبنان يمكن أن تكون باهظة الثمن، وبالتالي من الصعب اتخاذ قرار بعدم الذهاب بسهولة. كيف يبدو الأمر بالنسبة لتأمين السفر إذا أصدرت وزارة الخارجية تحذيراً بالسفر إلى بلد ما، مثل لبنان، وكان المرء قد اشترى بالفعل تذكرة طائرة إلى لبنان؟

تؤثر التعليمات في المقام الأول على السفر بالرحلات السياحية الشاملة (charterresor). فإذا كان هناك تحذير، على المسافر التواصل مع الشركة ويحق له استرداد أمواله. أما إن كان الأمر يتعلق بتذكرة عادية، فعلى الشخص مراجعة شركة التأمين الخاصة به لمعرفة ما ينطبق، من المحتمل أن يختلف الأمر من شركة إلى أخرى. لكن بالطريقة التي يبدو بها العالم اليوم، فيجب علينا نحن السويديين أن نصبح أفضل في معرفة ما ينطبق في البلد الذي سنذهب إليه. ما هي الظروف الموجودة، وهل يمكن ألا يتمكن المرء من الذهاب بعد أن اشترى التذكرة، وهنا نتحمل جميعاً مسؤوليتنا الخاصة عن رحلتنا. إذا اتخذ المرء قرار السفر رغم كل شيء، فقد يكون لذلك عواقب معينة غير سارة للفرد.

بعض السويديين العالقين في غزة أو لديهم أقارب هناك اتصلوا بالكومبس وقالوا إنهم يشعرون بأنهم “مواطنون من الدرجة الثانية”، وأنهم لا يتمتعون بالأولوية. ماذا تقول لهم؟

بداية، من المزعج معرفة أن هناك سويدياً يشعر بأنه لا يحظى بالأولوية أو أنه مواطن من الدرجة الثانية. لا شيء من ذلك على الإطلاق يأتي منا (وزارة الخارجية)، حيث يعيش كثيرون منا مع عائلاتهم بوجود دولي. هذا يتعارض مع كل قيمنا وطريقة عملنا وتفكيرنا. لكن يمكنني أن أخمّن بأن أحد جوانب الأمر متعلق بأننا لا نستطيع مساعدة السويديين في غزة. فحين لا يحصل المرء على المساعدة فهذا قد يعني له أن وزارة الخارجية تعطي الأولوية لأشياء أخرى. لكننا نعطي الأولوية للأمور بناءً على ما يمكننا القيام به. لا يمكننا مساعدة السويديين على الخروج من غزة. لا يمكننا إرسال حافلة تقل السويديين من هناك، لسنا نحن من يتحكم بالمشكلة الموجودة الآن. أفهم أن هناك كثيراً من المشاعر والمخاوف، لكن يجب ألا يشعر المرء بأن قيمته أقل لأنه في مكان معين من العالم، هذا أمر فظيع جداً.

هل تقدمون المساعدة للسويديين في الضفة الغربية؟ ما هي المساعدة التي يمكنهم الحصول عليها؟

في الضفة الغربية، لدينا طريقة فعالة لإبلاغ السويديين بشأن المعبر الحدودي إلى الأردن. كانت هناك بعض المحاولات من قبل دول أخرى لترتيب النقل بالحافلات وكنا مهتمون بذلك في وزارة الخارجية السويدية، لكن كان الاهتمام ضئيلاً جداً من قبل أطراف أخرى. الشرط هنا هو إمكانية الوصول إلى الأردن، وهو أمر معقد وصعب جداً. يشترط الجانب الأردني أن يثبت المسافر أن لديه رحلة خارج الأردن، وأن لديه حجزاً مسبقاً. لكن حتى هناك، فإن الوضع الأمني يصعّب على موظفينا تقديم المساعدة، وقد أشرنا إلى ذلك بتحذير.

سفارة السويد في بغداد مغلقة، كما أن سفارة العراق في السويد لا تعمل بكامل طاقتها (لا يوجد سفير على سبيل المثال). إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ وكيف سيحصل العراقيون السويديون على المساعدة التي يحتاجونها؟

لا أعرف كيف تبدو الأمور مع السفارة العراقية في ستوكهولم. لكن فيما يتعلق بالسفارة السويدية في العراق، فهي لا تعمل في الموقع في بغداد، وهي مغلقة أمام الجمهور، لكن لا تزال السفارة تمارس أعمالًا حقيقية هنا في ستوكهولم. السفارة تعمل وتستقبل المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني، ويمكن للشخص التوجه إليها بالأسئلة وطلب النصائح والمعلومات. إن المدة التي سيستغرقها فتح السفارة في بغداد يعتمد ببساطة على أنها مدمرة. ومن الواضح أن لذلك تأثيرات على السويديين العراقيين أو السويديين الذين يذهبون إلى العراق. يمكنهم ببساطة الاتصال بنفس عنوان البريد الإلكتروني كما كان من قبل، حيث يجيب زملائي ويعملون، رغم أنهم يقومون بذلك من ستوكهولم.

بلدان أخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وغيرها، كانت واضحة بشأن مطالبة إسرائيل باحترام القانون الدولي واتباعه، لكن وزير الخارجية توبياس بيلستروم لم يرغب في التعليق على ما إن كانت إسرائيل تنتهك القانون الدولي. كيف تنظر وزارة الخارجية إلى ذلك وإلى تصريح بيلستروم بأن الرد الإسرائيلي كان متناسباً؟

يمكنكم طرح هذا السؤال على الخدمة الصحفية أو وحدة الاتصالات بوزارة الخارجية. لا أستطيع التعليق على ذلك، لأنه ليس مجالي.

بعد جريمة بروكسل، هناك حديث عن أن الدافع ربما كان صورة السويد بعد حرق المصحف. كيف تنظر وزارة الخارجية إلى حرق المصحف مستقبلاً وارتباطه بسلامة السويديين في الخارج؟

ومن الواضح أن حرق المصحف ظاهرة أدت إلى سوء صورة السويد وجعل الأمر أكثر خطورة علينا هنا في السويد وخارجها. رفع سابو (جهاز الأمن السويدي) مستوى التهديد الإرهابي إلى الدرجة الرابعة على مقياس مكون من خمس نقاط. ونرى أيضاً أن هناك تهديدات ضد السويديين في الخارج، أصبح الأمر ملموساً جداً حيث قُتل سويديان في بروكسل وأصيب آخر بجروح خطيرة. من الواضح أن أعمال مثل حرق المصحف تؤثر على صورة السويد. وكما ذكرنا، فإن كون الأمر قانونياً لا ينفي أنه غير مناسب. وأود أيضاً أن أذهب أبعد من ذلك وأقول إنه أيضاً يجعل الأمر للأسف أكثر خطورة علينا جميعاً. هذا النوع من التصرفات يجعل الأمر أكثر خطورة عليك وعلي.

هل ستزيد السويد مساعداتها لغزة؟

المساعدات لا تقع ضمن مجال اختصاصي أيضاً، لذا يمكنك توجيه هذا السؤال إلى أولئك الذين يستطيعون الإجابة عن ذلك.

يوليا آغا

مهند أبو زيتون

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.